218 تنفرد بآخر “رسائل” ترامب لأردوغان حول ليبيا
علمت 218 من مصدر دبلوماسي رفيع أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب طالب نظيره التركي رجب أردوغان بالتهدئة في ليبيا ومنح فرصة لتحركات تقودها واشنطن حول ملف الأزمة، وتأتي هذه المعلومات بالتزامن مع سلسلة إشارات أطلقتها إدارة ترامب الأسبوع الماضي، مُعلنة خوضها بشكل أعمق في الصراع الليبي.
ووصف أن وضع التحركات التركية في ليبيا يمر بمرحلة “جمود” فيما يبدو أنه تلبية للطلب الأميركي، لكنه لم يُخفِ وجود تحشيدات في صفوف المرتزقة سواء الروس أو السوريين أو السودانيين.
الوفاق تبحث عن ضالّتها في تركيا
وعما يدور في أروقة الوفاق تحت مظلة تركيا، تحدث المصدر عن ترتيبات داخلية لدى الحكومة في اتجاه تعزيز السيطرة على مفاصل الدولة، وفي هذا الصدد عقد عدد من مسؤوليها اجتماعاً مطولاً مع نائب وزير الدفاع التركي يونس إمره، ويستعدون للقاء نائب وزير الخارجية سادات أونيل، اليوم.
وطلب مسؤولو الوفاق خلال الاجتماع استشارة الأتراك فيما يخص ملف إدارة الموارد المالية، دون إتمام أي تحويلات، كما تمت مناقشة مستحقات مالية على وزارة الدفاع التابعة لحكومة الوفاق.
مشاورات.. في السر
وكشف ذات المصدر عن مُراسلات ومُشاورات تتم من تحت الطاولة ما بين مسؤولين على مستوى منخفض من أنقرة والقاهرة، لم تكشف خلالها الأولى عن موقف واضح من الخلافات واكتفت بالردود الروتينية دون تفاصيل، مشيراً إلى إدراك تركيا لدور مصر في ليبيا وطبيعة تحالفاتها في المنطقة.
ماكرون “قنبلة”.. والمواجهة واردة
ورأى المصدر أن فرنسا واليونان لا تدفعان باتجاه حل دبلوماسي لشرق البحر الأبيض المتوسط، ولا تهمتان بذلك، واصفاً الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بـ”القنبلة الموقوتة” الموضوعة داخل الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي.
وأكد أن خيار المواجهة مع أنقرة وارد، لكن أثينا وباريس تدركان حجم عواقب هذه الخطوة. وعن تبعات المواجهة، أشار إلى أن عواقبها لن تتوقف عند الخسائر العسكرية فقط، بل هناك الخوف عند الطرفين من تحرك الأتراك في ألمانيا وهولندا و باقي دول الاتحاد الأوروبي، إضافة إلى الوضع الاقتصادي لليونان وفرنسا اللذيْن لا تُحسدان عليه، وفي المقابل لا يُمكن القول إن تركيا تعيش أفضل أيامها اقتصادياً، لكنها وصلت مرحلة من الاكتفاء الذاتي الكافي لتحقيق نوع من التوازن في هذه المعادلة.
موسكو تتلاعب.. وألمانيا مُحرجة
وحول موقف موسكو وروما مما يحدث في ليبيا، قال المصدر إنهما تنظران إلى القضية بـ”عين اقتصادية” بحتة، فروسيا تلعب على التناقضات في سبيل تحقيق مصلحتها الأولى في ليبيا والمتمثلة في تجارة الغاز، بينما كل ما تسعى له إيطاليا هو عودة تدفق منتجاتها النفطية من حقول “إيني” في ليبيا كما كانت.
وتقف ألمانيا حائرة، بين رغبتها في وضع حد للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وتجنب الاصطفاف إلى جانب تركيا لاعتبارات سياسية داخلية، لتبقى في موقف محرج بين جيرانها الأوروبيين، تلتزم باقي دول الاتحاد الصمت لـ”حفظ ماء وجهها بعد أن اتبعت تركيا معها قاعدة اطعم الفم تستحي العين”، بحسب وصف المصدر.