“218” تكشف تمرّد “الحراري” وتهديده لضباط جهاز الأمن الداخلي
تتتبّع “218” خيوط حالة غليان يعيشها جهاز الأمن الداخلي في طرابلس، بداية من تعيين الذراع اليُمنى لآمر الأمن المركزي أبوسليم، “لطفي الحراري”، رئيسًا للجهاز، الذي وصل إلى هذا المنصب مُتدرّجًا لدى التشكيلات المسلحة.
وعلمت “218” أن رئيس المجلس الرئاسي، فائز السراج، مرّر قرار التعيين بضغوطات وصلت حدّ “التهديد” من جهات لم يذكرها المصدر؛ الذي كشف أن “الحراري” استهلّ مهامه كرئيس للجهاز، باستخدام أسلوب التهديد بحقّ الضباط القدامى والأكفاء، واستبعاد العناصر التي تمتلك سجلاً مهنيًا بارزًا طيلة فترة عملها في الجهاز.
ولم تتوقف حالة التمرّد التي أطلقها “الحراري” في أروقة جهاز الأمن الداخلي عند هذا الحدّ، حيث أقدم على تهديد كل من يرفض الانصياع لتعليماته بالسجن في أبوسليم، إضافة إلى تهديد رئيس الجهاز السابق، اللواء رشيد الرجباني.
وأصدر “الحراري” قرارًا بتعيين نسيبه “جلال القلالي” مديرًا لإدارة الأمن، وهي الإدارة التي تُمثّل “عصب جهاز الأمن الداخلي”؛ وذلك رغم عدم امتلاك الأخير لأبسط مقومات تولي مثل هذا المنصب الحسّاس، بحسب ما علمته “218”.
وتُشير المعلومات الأوّلية التي حصلت عليها “218” إلى أن “الحراري” جهّز ملفات 200 عنصر مسلح تابع لـ”عبد الحميد العنيزي” المعروف بـ”المضغوطة” وهو آمر إحدى السجون التابعة لـ”غنيوة”، لتعيينهم في الجهاز دفعة واحدة.
وكان “الرئاسي” قد أصدر في سبتمبر 2019 قرارا بتكليف لطفي الحراري نائبًا لرئيس جهاز الأمن الداخلي، وفي اليوم نفسه، عيّن المجلس عماد مصطفى عبد السلام الطرابلسي نائبًا لرئيس جهاز المخابرات الليبية.
وأدخل “الرئاسي”، “الحراري” إلى مفاصل إدارة الجهاز بعد نحو شهر من تعرض مبناه الرئيس في منطقة الدريبي بطرابلس لهجوم مُسلّح من قبل إحدى الكتائب الأمنية التابعة للوفاق.
وتزامنت ترقية “الحراري” إلى رئاسة الجهاز مع تسمية آمر إدارة الأمن المركزي بأبوسليم “غنيوة”، قبل يومين، رئيسًا لجهاز “دعم الاستقرار” الذي شُكِّل حديثًا، دون مُقدّمات، وأُثيرت حوله العديد من الاستفهامات، سواءً عن تبعيته أو مهّامُه المُكلّف بها.
وعلمت “218”، أن الجهاز تأسّس بعد اجتماع عقد مؤخرًا في قاعدة “بوستة” البحرية، ضمّ رئيس المجلس الرئاسي، فائز السراج، ووزير الدفاع، صلاح الدين النمروش، ورئيس الأركان العامة، اللواء محمد الحداد، وبعض قادة التشكيلات المسلحة، ومن أبرزهم آمر إدارة الأمن المركزي بأبوسليم، وآمر الكتيبة 166 محمد الحصان، وآمر كتيبة النواصي مصطفى قدور.
وأثار قرار تشكيل الجهاز غضب وزير الداخلية، فتحي باشاغا، الذي يستعدّ لإطلاق عملية أمنية تستهدف عدة تشكيلات مُسلحة تحت اسم “صيد الأفاعي”، ومن بين هذه التشكيلات قوة الردع والتدخل المشتركة بأبوسليم، التي يترأسها “غنيوة”، وكتيبة “النواصي” وآمرها مصطفى قدور، اللذيْن كانا حاضريْن في اجتماع تشكيل جهاز “دعم الاستقرار”، وفقاً لما أكدته مصادر “218”.