14 عاما على اغتيال الحريري.. القاتل ما يزال حراً
218TV|خاص
تصادف يوم الخميس الذكرى الرابعة عشرة لاغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري في وسط العاصمة اللبنانية بيروت، فيما كان اللبنانيون والعالم يحتفلون ب”عيد الحب” الذي يصادف الرابع عشر من فبراير من كل عام، إذ أحدثت جريمة الاغتيال التي نُفّذت بكميات ضخمة من المتفجرات صدمة دولية واسعة بسبب مكانة الحريري الذي كان يستعد لخوض الانتخابات البرلمانية، التي كان من المقرر أن تُعيده إلى منصب رئاسة الحكومة على رأس تحالف سياسي عريض ينادي بخروج القوات العسكرية السورية من لبنان، وإنهاء الوصاية السورية على القرار اللبناني.
ولا تزال الجهة التي قتلت الحريري غير معلومة، فيما تشير أصابع اتهام متعددة إلى نظام الرئيس السوري بشار الأسد، ومستويات سياسية وأمنية لبنانية تتهم لبنانيا بالارتباط بالنظام السوري، لكن دمشق قالت مرارا إنها لم تُصْدِر أي أوامر لقتل الحريري، فيما حققت لجان دولية مع مسؤولين وضباط سوريين عام 2006، لكن المحكمة الدولية أشارت إلى صلتهم المحتملة من دون توجيه اتهام رسمي، لكن لوحظ أن بعض الضباط الذين جرى تداول أسمائهم كمتهمين محتملين قد قُتِلوا في ظروف غامضة في سوريا.
وكان الحريري الذي لا تزال محكمة دولية شُكّلت لكشف ملابسات اغتياله قد أخفقت في “تحديد وجلب قاتله”، قد ذاع صيته حينما رتّب مع القيادة السياسية السعودية بدءاً من عام 1988 عقد سلسلة من اللقاءات بين أطراف الحرب الأهلية في لبنان في مدينة الطائف السعودية بحثا عن حل يُنهي الحرب المريرة التي امتدت بين عامي 1975 و1990، إذ عُرِف اتفاق اللبنانيين لاحقا باسم “اتفاق الطائف” الذي لا يزال فاعلاً في الحياة السياسية اللبنانية.
وذاع صيت الحريري مجدداً بعد عام 1990 حينما قرر العودة إلى لبنان التي غادرها في منتصف عقد السبعينيات من القرن الماضي من أجل المساهمة الاقتصادية في إعادة إعمار لبنان، إذ ظل الحريري في السنوات التي سبقت الطائف رجل أعمال دولي ناجح ظهر اسمه مراراً في مشاريع عقارية عملاقة في المملكة العربية السعودية، ودول خليجية، ومدينة باريس الفرنسية، إذ أنفق الحريري جزءاً من ثروته على إعادة إعمار العاصمة اللبنانية بيروت التي تعرضت لدمار واسع، إذ أُعيد إعمار الكثير من أحيائها على الطراز القديم.