137 يوماً تفصل الليبيين عن “المستقبل”
218TV | خاص
وفقا لمخرجات تفاهم باريس الذي جرى بين أطراف سياسية وعسكرية ليبية، إذ رعته واستضافته فرنسا قبل أكثر من شهرين بحضور دولي واسع، فإن الانتخابات الرئاسية والبرلمانية ستجري في العاشر من شهر ديسمبر المقبل، لكن “المؤشرات والواقع” لا تقول إن ذلك التاريخ حقيقياً، فيما الأخطر الذي أمكن رصده من “تصريحات وتلميحات دولية كثيرة” أن العالم لا يريد لليبيين أن يذهبوا إلى صناديق الاقتراع، و “اختيار مستقبلهم”، و”تحديد مصير” الطبقة السياسية الحاكمة التي يُنْسب إليها “التدهور الحاد” الذي تعيشه ليبيا.
لم يبق من “الزمن الفاصل” قبل الموعد المحدد سوى 137 يوماً، فيما تتزايد قناعة الليبيين أن “الدولة التائهة” ليست بوارد إجراء انتخابات، وأن هناك تواطؤا ما بين الطبقة السياسية الحاكمة اليوم في ليبيا، وبين أطراف دولية مؤثرة في المشهد الليبي تعتقد أن الذهاب إلى صناديق الاقتراع “خطوة ليست مأمونة”، وأن “الفريق السياسي التابع” ليس جاهزا بعد، وأن “مزاج الليبيين” قد يُطيح بالطبقة السياسية، بعد كل الذي تسببت به من “هدر وفساد وتبذير”.
“المستقبل” الذي ينتظره الليبيين، ويعتقدون أن “تشكيله ممكناً” عبر صناديق الاقتراع، لن يكون ممكنا بعد 137 يوماً، فالانتخابات تستدعي “معايير ومتطلبات وشروط” غير متوفرة، وكثير منها مُتعذّر عدا عن “مسودة الدستور وقانون الانتخابات” التي لا يبدو أنه متوافق عليها من شأنها أن تنسف فرضية إجراء الانتخابات في موعدها، ففي الدول المستقرة أمنياً وسياسياً فإن “التحضير الفني والإجرائي” لعملية الانتخاب يحتاج إلى ما لا يقل عن 120 يوماً، ومن “سوء حظ الليبيين” أنهم يمتلكون من “ترفها” 17 يوماً فقط، وهي فترة لا تصلح للقول إن الانتخابات ستجري في موعدها.