100 توقيع لإنهاء ولاية الغنوشي.. جبهة “انشقاقات النهضة” تتسع
اختبار جديد يلقي بظلاله على مستقبل حركة النهضة في تونس ومدى تماسك صفوفها، بتقديم 100 قيادي من الحركة عريضة إلى رئيسها راشد الغنوشي، طالبوه فيها بالإعلان بوضوح عن نيته عدم الترشح لرئاسة الحركة في مؤتمرها الحادي عشر المنتظر عقده في نهاية العام الجاري.
وتضمنت قائمة الموقّعين على العريضة “أعضاء من المكتب التنفيذي ومجلس الشورى، وهما أعلى سلطة في الحزب، إضافة إلى نواب بالبرلمان وقيادات جهوية، وأعضاء المكاتب المحلية للحزب”.
وطالب الموقعون الغنوشي بعدم تعديل الفصل 31 من النظام الأساسي الداخلي لحركة “النهضة” الذي ينص على أنه لا يحق لأي عضو أن يتولى رئاسة الحزب لأكثر من دورتين متتاليتين، في إشارة إلى خشية سياسيين من الجيل الجديد في الحركة، من اقتراح تعديل لهذا الفصل لضمان ولاية جديدة لـ”الغنوشي” بعد ولايتي 2012 و2016.
ويتزعم “الغنوشي”، البالغ من العمر 79 عامًا، حركة “النهضة” منذ بداية نشاطها قبل نحو 50 عامًا ومنذ إعلان تأسيسها أيضا رسميا عام 1981 قبل أن تنال اعتراف السلطة بعد ثورة 2011 التي أسفرت عن تنحي الرئيس التونسي الأسبق زين العابدين بن علي.
وأصدر رئيس الحركة رسالة رد فيها على هذه المطالب كتب فيها: “إن الزعماء في الأحزاب الديمقراطية وليس الرؤساء، يشكلون الاستثناء من القاعدة، لقدرتهم على الصمود في مواجهة “عامل التهرئة” العنصر الفاعل في التداول: وأضاف: “الزعماء جلودهم خشنة”، بحسب ما نقلته قناة “نسمة”.
ورأى المحلل السياسي مختار الخلفاوي في تصريحات لـ”اندبندنت عربية” أن عريضة رفض التمديد لرئيس الحركة “تتضمن رغبة في تغيير جذري لقيادة الحركة، وفتح صفحة ما بعد الغنوشي، خاصة أن العريضة ضمت أسماء من قيادات الصف الأول المؤسس مثل صالح البوغانمي، والتاريخي مثل عبدالمجيد النجار ومحمد بن سالم، والجناح النضالي ويمثله عبد اللطيف المكي ونور الدين العرباوي وسمير ديلو وغيرهم”.
وفي رأي منفصل، قال المحلل السياسي منذر ثابت في حديث لصحيفة “العرب” اللندنية ثابت إن “الغنوشي يدرك جيدا أن الإسلام السياسي بصدد التراجع في المنطقة العربية، والانتخابات الأميركية القادمة ستكون مؤثرة بشكل كبير في مستقبله”، مشيرا إلى أن “ظهور تباين داخل النهضة قد يمكّن الغنوشي من هامش مناورة إما لمغادرة الحركة لتأسيس نهضة جديدة، أو الدفع نحو تأسيس تنظيم على أرضية متطرفة”.
من جهته، قال النائب السابق في البرلمان التونسي الصحبي فرج، في تصريحات لـ”إرم نيوز” أن حركة النهضة تشهد خلافات واسعة حول راشد الغنوشي على مستوى خلافته، وما يتعلق بتداعيات إصراره على البقاء في منصبه.
وأضاف: “اللافت للانتباه أن الحركة فقدت قداستها، فعلى مدار 10 سنوات كان هناك نوع من القداسة تحيط بقيادات الحركة، ولكن بعدما تحولت إلى مجرد حزب عادي، بدأت الأطماع والرغبات الانتهازية في التمسك بالسلطة تبرز على السطح”.
وفي سيناريو آخر، توقّع المحلل السياسي باسل ترجمان انقسام الحركة إلى 3 أطراف، الأول سينسحب من المشهد السياسي، والثاني سيلجأ إلى رسم مشهد آخر، بينما سيظل الطرف الثالث متمسكا بـ”الغنوشي” إلى آخر المطاف.
وأشار في حديث لـ”إرم نيوز” إلى أن هذه التطورات الأخيرة كشفت الغطاء عن ادعاءات تم الترويج لها منذ فترة طويلة عن أن “النهضة” حركة ديمقراطية تخضع لآليات العملية الديمقراطية وفلسفتها، حيث كشف رد فعل زعيمها عن الحقيقة المتمثلة في أنها ليست إلا “حركة إسلام سياسي”.
وليس ببعيد عما في أروقة جماعة الإخوان المسلمين بتونس، مرت أذرع الجماعة في ليبيا مؤخرا بتوترات وانشقاقات تزامنت مع صراعات متنامية داخل حكومة الوفاق، ووصفت من قبل مراقبين بأنها ملامح لبداية تآكل التنظيم في ليبيا.