📹 البلاد.. ملوك الاعتمادات المصرفية وتورط المنفي في أحداث طرابلس
خصص برنامج البلاد -مساء الخميس- حلقته الجديدة لتجاوزات المشهد السياسي الليبي في أعلى مستوياته، المجلس الرئاسي وحكومة الدبيبة وما طرأ من خطوات ارتجالية، وما يُعدُّ خروقات يُخشى أن تهدد سير العملية الانتخابية المرتقبة، وتربك موعد الليبيين نحو إجراء الانتخابات يوم الرابع والعشرين من ديسمبر الجاري.
استعرضت حلقة البلاد أولاً، ما دأبت على تقديمه في الحلقات الأخيرة، من ملف الفساد الممنهج الذي سلكته أركان الدولة وحاضنته الأوضح؛ مصرف ليبيا المركزي، والذي لم يقتصر على البنك والأموال بل شمل أيضاً أروقة الحكومة، حيث لعبة المناصب وتبادلها بين أصحاب المصالح والمنافع دون أي اعتبار لأخلاقيات أو مواثيق.
المحطة الأولى مع خبر تولي عضو مجلس النواب-عن البيضاء- عبدالمطلب ثابت، النائب الذي بقي في السلطة ولا يزال على مدار 7 سنوات، علاوةً على عضويته في ملتقى الحوار السياسي الذي صوت من خلاله لقائمة محمد المنفي وعبد الحميد الدبيبة “ليتسلم اليوم ما يشبه الجائزة أو المكافأة”؛ بتعيينه مندوباً لليبيا في جامعة الدول العربية، وليحتفظ الآن بـ 3 مناصب يتقاضى من خلالها مئات آلاف الدينارات الليبية، علاوةً على مكافأة سابقة حين تقلد وزير الرياضة ليتحول لصاحب مصلحة.
وطرح “البلاد” في هذا الصدد سؤالاً أخلاقياً: لماذا لا يتبرأ أعضاء الحوار السياسي من كل من تولى منهم منصباً في الحكومة سعياً وراء جمع الأموال؟، في مثال لـ”موظفين عموميين صار همهم جمع الأموال من وراء جمع المناصب”.
في المحطة الثانية من “البلاد”، تم الكشف عن ملف رجل الأعمال “شعبان وهيبة” من مدينة زليتن، وعلاقته بالحكومة ومصرف ليبيا المركزي، كنموذج لرجال الأعمال النفعيين، والذي ظهر عند تفعيل المنظومة حين أرادت السلطات تقنين ملف الاعتمادات المثير للجدل والشبهات، وما لبث أن شهد في الأيام الأولى تسجيل الكثير من “الشركات المرضي عنها وذات الحظوة، من الحكومة والمصرف على حد سواء”، حيث مُنحت عائلة وهيبة مجتمعة عبر رجال أعمالها ومقاوليها ما قيمته 335 مليون دولار، عبر 45 معاملة من قيمة اعتمادات إجمالية بلغت ملياراً ونصف دولار.
وكشف برنامج البلاد عن أسماء أخرى من عائلة شعبان وهيبة، منهم خليل وهيبة ونصيبه 20 مليون دولار، وسالم وهيبة 10 صكوك. ويعد شعبان وعائلته من عناصر شبكة الصديق الكبير، الذي سخر رجال أعمال يمثلونه في الكثير من المدن الأخرى؛ منها أيضاً بنغازي عبر عبد اللطيف المشاي، وعلي القطراني، وتعاونه مع من يعرفون بـــ”ملوك الاعتمادات” في ورشفانة، وكشف البرنامج أن وهيبة من أوائل من دعموا الدبيبة فور تنصيبه رئيساً للحكومة.
آخر محطات “البلاد” كانت إزاء ما عُد توريط المنفي في مجريات الأحداث الأخيرة في العاصمة طرابلس، ما أسفر عن حصار المجموعات المسلحة للرئاسة والحكومة بعد قرار المنفي بإعفاء آمر منطقة طرابلس العسكرية عبدالباسط مروان من منصبه، وتكليف اللواء عبدالقادر خليفة عوضاً عنه، وكشف البرنامج أن رئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة ومن حوله أقنعوا المنفي مع اقتراب يوم الانتخابات، أن يضطلع بدور على قدر من الأهمية، وأن يتحرك بصفته رئيس المجلس نحو تجميد الأجسام الحالية في البلد؛ البرلمان ومجلس الدولة وحتى بعض الكيانات المسلحة والمؤثرة الأخرى؛ لتهيئة الظروف لحكومة جديدة يرأسها الدبيبة -نفسه- لكن بصورة مغايرة، حتى تتسنى ظروف مناسبة أكثر للانتخابات وتوقيت بديل، في ضربة استباقية، لا سيما وأن المجموعات المسلحة لا ترى ضيراً من هذه التغييرات في سبيل بقائها.
ومن هنا أشار برنامج البلاد إلى أن المنفي باستماعه لهذه المقترحات، وإقدامه على تغيير الهيكلية العسكرية للمجموعات المسلحة والقوى النظامية على حد سواء، قد خالف توصيات اللجنة العسكرية المشتركة، ونُصحها بعدم التمييز بين الجماعات المسلحة والكيانات العسكرية درءاً لنشوب أي احتكاكات أو اشتباكات قد تحيل إلى تجدد الحرب في العاصمة ومحيطها.