في زمن مافيا الفن “بطلة غير العادة”
عمار المنصوري
كمستمع للأغاني قد تبدو لك الإنتاجات الفنية هي مجرد أغانٍ يقدمها نخبة من شركات الإنتاج من خلال النجوم ولكن في الواقع وحسب تصريحات العديد من الفنانين فهي حرب دامية سقط فيها من سقط، وانتحر فيها من انتحر، ومنهم من وقف على خشبة المسرح وقال بصريح العبارة أنا في حرب مرعبة، على سبيل المثال وليس الحصر الفنانة كاشا والرابر أيمنيم وغيريهم من تاه في دوامة تعاطي المخدرات حتى انطفأ بريقه أو فارق الساحة بل فارق الحياة .
في ظل هذه المنافسة الفنية الشرسة بين شركات الإنتاج العالمية التي تتمثل في سيطرة بعض النجوم على المقاعد الأمامية لسنوات عدة، هناك من استطاعت أن تسرق مقعدا خاصة في فترة وجيزة من خلال خطوات سريعة لم يشعر بها نجوم الصف الأول حتى أصبحت نجمة تسبقهم بأميال، ومن غيرها صاحبة أشهر أغاني بوب العصر ” دوا ليبا ”
دواليبا استطاعت في فترة زمنية قياسية أن تسحب البساط من تحت أسماء لطالما تعودنا على وجودهم في قائمة العشر الأوائل ككيتي بيري ، تيلور سويفت ، جاجا ، أريانا جراندي ونيكي ميناج وغيرها من الأسماء التي دافعت على مكانتها بشراسة ولم تسمح للنجوم الجدد من الاقتراب من قائمتهم حتى ظهور دواليبا .
في هذا المقال سأضعكم أمام حقيقة هذه الفنانة التي ألهمتني وجعلتني أكتب عنها لأنها قد تكون المثال الحقيقي لكل من يجد أنه لا يستطيع دخول حرب نجوم الفن أو المافيا كما يصفها البعض، فهي لم تشارك في برامج الهواة حتى تسهل لها طريق النجومية أو يراها المنتجون وليست مقربة من صناع الموسيقى، هي فتاة عادية ولدت في لندن من عائلة مهاجرة من كوسوفو إلى بريطانيا في سنة 1994 حتى استقروا في لندن الى سنة 2006 وهي سنة العودة لكوسوفو عندما تحصل والدها على عمل أفضل من عمله السابق في لندن .
في سن الرابعة عشر بدأت بتحميل أغاني كفر بصوتها لفنانيها المفضلين على اليوتيوب لتلاقي إعجاب الكثيرين بمشاهدات عالية ، فتعود من جديد الى لندن مع حلم الوصول للنجومية، وبدأت بالتوجه للمسرح لصقل موهبتها والعمل كعارضة أزياء مع أحد المواقع الإلكترونية المتخصصة في بيع الأزياء .
وفي سنة 2013 فاجأت البريطانيين بظهورها في إعلان برنامج إكس فاكتر وهي تروج للبرنامج برغم أنها لم تكن من المشتركين ولكن الكل تساءل من هذه الفتاة وهذا الصوت المختلف ، وصولًا لسنة 2015 التي وقعت فيها عقد إنتاج مع شركة وورنر ميوزيك والتي أنتجت لها أول أغنية وهي التي قدمتها للعالم بعنوان new love لتليها من بعد ذلك أغنيتها الثانية لتحقق نجاحا خارج حدود بريطانيا be the one حتى اعتمدت لونا موسيقيا مختلفا عن البوب المتواجد في الساحة واستطاعت صناعة هوية لنفسها في أعمالها التي طرحتها وحين سألت عن لونها أجابت أنا أسميه بالـDark POP
في سنة 2017 ليبا طرحت الأغنية الأنجح في مسيرتها القصيرة والمليئة بالنجاحات وهي New Rules التي كانت أول أغنية لها تحتل المركز الأول في بريطانيا كما أنها أول أغنية منفردة لفنانة تحتل المركز الأول في بريطانيا منذ أغنية Hallo لأديل وتخطت حاجز المليار على اليوتيوب في زمن قياسي، وفي نفس العام أصبحت ليبا أكثر فنانة استماعا في بريطانيا في تطبيق سبوتي فأي .
تتوالى النجاحات وتفوز ب3 جوائز بريت وجائزتين جرامي واحدة منهم أفضل فنانة جديدة لسنة 2018 ومن بعد طرحها لألبومها الأول الذي قدر أن يصبح أكثر ألبوما استماعا لفنانة على سبوتي فاي.
دواليبا فنانة شاملة تمتلك خليطا من الجمال الألباني والعربي و الغربي تملك صوتا فريدا والأهم من هذا صنعت لونا غنائيا ميزها عن كل ما هو موجود وجعلها الفنانة الوحيدة التي لم تختصر سلم النجومية كما يفعل الجميع في الوقت الراهن.
كتبت إحدى الصحف البريطانية ” دوا ليبيا هي مثال مهم لكل من يتذمر ويقول الساحة الفنية لا تقبل من ليس له داعم قوي في شركات الإنتاج، وأن الجوائز محسومة لمن يملك المال والسلطة في هذا الوسط، دوا ليبيا فتاة عادية تشبه فنانات الجيل القديم الآتي اعتمدن فقط على الموهبة والإصرار الذي لا يعتقد الكثيرون اليوم أنه كاف لتحقيق الحلم” .
سئلت في يوم من الأيام عن معنى اسمها فقالت : قصة اسمي تشبهني ففي الماضي ومن الطفولة الجميع يسأل ما معنى دوا فأخبرهم يعني الحب في الثقافة الألبانية أما اليوم أنا ومعنى اسمي لا يخفى على القريب والغريب وأنا فخورة بهذا .