٢٤ ديسمبر، يوم الاستقلال
٢٤ ديسمبر … يوم الاستقلال
سالم الهمّالي
البعض لا يدرك المعنى الحقيقي لهذا التاريخ، اذ يجد نفسه محصورا فيما تلاه من احداث عبر السنين، متناسيا ان كل الحجج التي يسوقها ما كان لها ان تكون لولا هذا الْيَوْمَ. حينها شاءت إرادة الله ومشيئته وهيأت اعتراف المجتمع الدولي بإنشاء الدولة الليبية، واتفقت إرادة الليبيين بعد ان تجاوزوا خلافاتهم على ان مصلحة البلاد في اجتماعهم وليس تفرقهم. أولائك الافذاذ ما كانوا من زمرة الفاسدين والمنافقين والطامعين والمتسلقين والعملاء، بل رجال احرار وشرفاء تأسست على أكتافهم أركان الدولة التي نعرفها.
يوم الاستقلال لم يعلن العداوة لما تلاه، ويكفيه انه افتتح الجامعات والكليات العسكرية ليتخرج منها اجيال بعضهم خدم ليبيا وآخرين سعوا في إفسادها. يومها، لم تكن ليبيا دولة نفطية ولا تمتلك من الثروات المادية الا النزر اليسير، لكن رجال ذلك الزمان استطاعوا ان يفتتحوا المدارس والجامعات والمستشفيات والمطارات لتنمو البلاد وتتطور شيئا فشيئا، فانتقلت من مصاف الدول الأفقر في العالم والأكثر أمية الى احدى الدول الغنية وبنسبة تعليم عالية ورعاية صحية جيدة.
المزايدة على ذلك التاريخ فيه مغالطات كثيرة، ليس أقلها تشريع هدم ونسف أي شيء تحقق في فترات الحكم المتعاقبة، ولا آخرها التشكيك في الكيان الليبي الذي نراه صامدا بالرغم من كل الزلازل والمحن التي تهدده.
المصدر: صفحة الكاتب على فيسبوك