يوم الحسم.. لمن يمنح التونسيون مفاتيح قرطاج؟
يتجه الناخبون التونسيون، الأحد، للإدلاء بأصواتهم لانتخاب أحد مرشحينِ يحملان صفات ومواقف متناقضة تجاه الكثير من القضايا الحساسة، ويتحدران من بيئتين مختلفتين.
تناقض صارخ بين الحيين اللذين يسكن فيهما المرشحين للرئاسة نبيل القروي وقيس سعيد، فالأول يسكن حي قرطاج حيث بيوت الموسرين فإن فاز بالرئاسة لن يكون عليه إلا عبور شارع واحد ويصل قصر قرطاج، أما منافسه سعيد فيقطن في حي المنيهلة الشعبي، حيث تنتشر المقاهي التي يتجمع عليها كل يوم مئات الشباب العاطلين عن العمل.
أنصار القروي يصورونه رجل أعمال عصامي، لا ينفك أعداؤه يحيكون له المؤامرات عبر إطلاق تهم الفساد عليه لإخراجه من السباق الرئاسي أمام منافسه المحافظ الذي يحظى بدعم الإسلاميين، بينما هو نصير فقراء تونس العلماني الناجح في حياته المهنية بحسب رأيهم.
أما أنصار سعيد فيرون فيه أستاذ القانون الذي لم يكد يمارس دعاية تذكر في السباق الانتخابي، وهو مرشح متواضع من أصحاب المبادئ يمثل الثورة التي أوصلتهم لهذه اللحظة من تطبيق الديمقراطية، مقابل مرشح يرونه فاسدا زلق اللسان من النخبة الثرية في تونس.
في الجولة الأولى عمد كلا المرشحين إلى تقديم نفسه على أنه من خارج النخبة السياسية مستفيدا من موجة الاستياء الشعبي بعد سنوات الركود الاقتصادي التي أعقبت الثورة، الأمر الذي عبر عنه الناخبون بتصويت عقابي أقصوا فيه كل الوجوه السياسية المألوفة والأحزاب القديمة.
تناقضات واختلافات كبيرة بين مرشحي الرئاسة، ظهرت جلية في مناظرتهما الأخيرة عشية توجه الناخبين التونسيين لاختيار أحدهما… فلمن تكون الغلبة؟.