يوفنتوس لا يلتفت وراءه
توضع شماعة ضعف الدوري الإيطالي على ألسنة مشجعي باقي الأندية بعد هيمنة السيدة العجوز تاريخيا برصيد خمسة وثلاثين لقبا، وحاليا لأنها ببساطة توجت باللقب الثامن على التوالي.
يوفنتوس الذي عاش جمهوره مرارة السقوط للدرجة الأدنى في فضيحة سُمّيت منتصف العقد الماضي “بالكالشيو بولي” بعد التلاعب بالنتائج وشراء ذمم الحكام لكنه استيقظ بخطط عمل متنوعة أعادت له سيطرته محليا وأكسبته هيبة أوروبية جعلته على رأس الفرق المرشحة لنيل الأبطال في السنوات الأخيرة وحتى إن لم يتحقق حلمه الموسم الماضي أو هذا الموسم فالعمل والإصرار الحالي سيمهد له الحصول على ما يريد.
في الوقت الذي تعامل بيرلسكوني مع ميلان بالأساليب القديمة في شراء اللاعبين اتجه يوفنتوس لبناء ملعب يمكنه من الحصول على موارد مالية متنوعة ويبتعد به عن الملاعب الإيطالية المتآكلة، في التوقيت ذاته اتجهت إدارة اليوفي لإبرام جملة من صفقات الخبرة مثل بارزالي بيرلو وياكوينتا وكولاريلا وأماوري” وغيرهم من الأسماء التي أعادت لليوفي بريقه على سنوات متقطعة.
عمل اليوفي المتقن قابلته فوضى حصلت للإنتر ببيع موراتي إلى مستثمر أندونيسي يدعى توهير الذي بدوره فشل في إدارة منظومة الإنتر وقرر بيعها إلى تسونيغ الصينية.
من هنا نعلم جيدا إن اليوفي يعمل بجهد والبقية اتخذوا من الهروب سبيلا لهم بتسليم مشاريعهم الرياضية إلى جهات مجهولة غرقت في الديون بدورها واستعصى عليها العمل الإداري الرياضي من جهة أخرى.
يحسب ليوفنتوس استقراره الفني والعمل وفق خطة واضحة فاستقر على المدرب كونتي في مشروع استعادة الهيبة الإيطالية وتحول إلى خيار التعاقد مع أليغري المدرب الإيطالي الأفضل في السنوات الأخيرة في فكرة تهدف للتتويج بلقب دوري الأبطال تحت قيادة إيطالية صرفة مع فكرة ضم بعض الأسماء المتوهجة عالميا مثل كريستيانو رونالدو وديبالا وبينايتش.
تناسى اليوفي تقوية بعض الخطوط وفشل في الحفاظ على أسماء أخرى كانت ستضمن له مع الاستقرار الحالي التتويج باللقب الأوروبي ولكن إن ماوضعنا في الحسبان إن اليوفي قبل سنوات ليست ببعيدة خذل ونقل للدرجة الأدنى وخسر قيمته في إيطاليا قبل أوروبا فسنخلق بعض المبررات منها إن اليوفي انطلق من الصفر، والعمل من الصفر يحتاج للصبر والتوفيق في لحظات معينة حتى تكتمل الصورة التي يتمناها مشجعوه.
يوفنتوس في سنوات خريف الكرة الإيطالية حفظ ماء وجهها وأنقذها من مصير تصنيفها في خانة الدوري البرتغالي والفرنسي ويكفي أن خروجه من كل دور في الأبطال يجعل مشجعي بعض الأندية الأخرى تتذكر تتويجات ميلان والإنتر ويسهم في بقاء الكرة الإيطالية في كل محفل ومثلما قال أسطورة التدريب الإيطالية أريغو ساكي “علينا جميعا شكر اليوفي لولاه لما كان لإيطاليا وجود أوروبي في السنوات الأخيرة”