يوسف القويري.. جفّ الحبر
رحل يوسف القويري، وصار الكاتب عنواناً حزيناً بعد معاناة مع المرض خلال الفترة السابقة.
صاحب “مفكرة رجل لم يولد بعد”، ولد في عهد تموج فيه المنطقة بالتيارات السياسية، فاتجه يساراً وهو الذي يعيش في القاهرة حينها، فتلقفه السجن، فعاد إلى بلاده ليستقبله سجنها كذلك في السبعينيات.
انحنت أقلام جل الكتاب الليبيين احتراماً لمن لقبوه “المعلم”، فالكتابة عنده ليست مهنة أو حرفة، بل قدرة على تطويع الحرف ليصبح فكرة ماثلة في كل سطر.
توقف قلم القويري أعواماً، لكن ما كتبه وهو في ثلاثينياته كان كافياً ليبقى في ذاكرة الكتابة الليبية، لكن ذاكرة الحكومات أضعف كما يبدو أو أنها لا تعرف قدر المثقفين، فواجه الراحل في أيامه الأخيرة المرض وحيداً، ولم تخفف عنه جهة رسمية حدة الجانب المادي للعلاج على الأقل.
من الممكن أن الكاتب يوسف القويري كان كعنوان كتابه الأشهر، قد جاء في زمان غير زمانه،أو ربما تحققت نبوءته عندما قال إن: “المجتمع المغلق يقذف طلائعه نحو المنفى النفسي”.