“يهود” ليبيا يحيون ذكرى “الخروج الأخير”
فتحت ليبيا يوما ذراعيها للتنوع القومي والديني حيث عاش على أرضها الكثيرون ومن عدة أعراق وديانات، لكن اليهود الليبيين الذين كانوا يعيشون فيها تأثروا بشكل كبير بالمجتمع الليبي الذي كان يستوعب الجميع، فحافظ هؤلاء على تفاصيل الحياة الليبية ونقلوا معهم المطبخ الليبي والملابس الليبية والحلي الليبية التي لازالت تشكل لدى بعضهم كنزا وطنيا حتى الآن.
ولأن عددهم كبير ومؤثر فقد بثت الإذاعة العبرية الرسمية أمس تقريرا مطولا عن يهود ليبيا بمناسبة ذكرى خروج آخر يهودي ليبي من ليبيا والذي صادف 24 نوفمبر من عام 1967.
ويقول “بوقويطة”، وهو من زعماء اليهود الليبيين للإذاعة العبرية، إن أحداث نوفمبر 1945 لعبت دورا حاسما في إخراج اليهود من ليبيا، مشيرا إلى أن عددهم كان “50” ألفا تقريبا، وتبقى منهم بعد قيام إسرائيل خمسة آلاف ليبي فقط.
وقال إن هؤلاء الليبيين تركوا ليبيا بعد حرب 1967، عندما كان يبلغ من العمر 12 عاما، وكان ضمن آخر فوج توجه إلى إيطاليا، وقال “بوقويطة” أيضا إن يهود ليبيا كانوا من أكثر النشطاء اقتصاديا وإنهم يعتبرون الآن من أكثر اليهود غنى في العالم.
وقد كان الاقتصاد الليبي عام 1964 من الأفصل في أفريقيا والعالم العربي، مشيرا إلى أن عائلة يهودية مشهورة عادت إلى ليبيا من إيطاليا عام 1964 للعمل في التجارة وكانت ليبيا مركزا لتوريد البضائع لكافة دول أفريقيا.
وقال إن اليهود الليبيين كانوا كبار تجار ليبيا وإن عددا من الذين خرجوا من ليبيا هم من أكثر الناس غنى بين اليهود مثل “تجوبا” الملياردير اليهودي، وكثير من كبار رجال الأعمال في أميركا وعدد من دول العالم.
وقال في التقرير إن عائلة ليبية واحدة بقيت في طرابلس حتى عام 1984 موضحا أن الحديث الآن عن عدم وجود يهود في ليبيا غير صحيح، إذ أن مئات الليبيين تزوجوا من يهوديات، وبعضهم حتى الآن يتصل به ليخبره أن أمه يهودية هاجر أهلها إلى إسرائيل أو بعض الدول مثل أميركا وإيطاليا.
وقال أيضا إن اليهود الليبيين بعد هجرتهم ساهموا في إنشاء العديد من المؤسسات المالية في أوروبا وأميركا، مشيرا إلى أن اليهودي الليبي يظل يعمل حتى بلوغه سن الثمانين، ويرفض تماما أن يأخذ أي راتب تقاعدي حتى في الدول التي هاجر إليها اليهود.