في العام الماضي، بثّت هيئة الإذاعة البريطانية BBC 4، مسلسل إذاعي من ثلاث حلقات، بعنوان “يرموك”، يحكي أحداث الثورة السورية عبر قصة تدور تفاصليها وتعيش شخصياتها في منطقة “مخيم اليرموك”.
وحول العمل، أوضح كاتب المسلسل، غسان زكريا، وهو مهاجر مقيم في فرنسا منذ عام 2014، في حديثه لموقع “مهاجر نيوز”، “يروي المسلسل حكاية الثورة السورية من خلال أربع شخصيات رئيسية شابة، تعيش جميعها في منطقة مخيم اليرموك، وهي من بيئات مختلفة. تجمع هذه الشخصيات (حاتم وسلمى وخالد ورانيا) مسرحية يعملون عليها سويا. تتشابك بعدها خطوط الحكاية وتتغير مصائر الشخصيات. ولن أقول سوى أن ثلاثا منها تصبحن مهاجرة. لذا يمكن القول إنها قصتهم قبل الهجرة”.
وعن فكرة المسلسل، ذكر الكاتب غسان زكريا، “كتبت الخطوط العريضة للقصة عام 2015 بهدف تحويلها إلى مسلسل تلفزيوني، ولكنها لم تباع ولم تبد أي شركة منتجة اهتماماً بالموضوع، وأعتقد أن هذا هو الجو العام للدراما العربية حاليا، إذ لا يعد موضوع الثورة السورية جذاباً بالنسبة إلى التلفزيونات العربية”.
وأضاف كاتب مسلسل “اليرموك”، للموقع المختص بملف المهارجين، “أبقيت القصة جانبا حتى عام 2019 عندما أوصلني أحد الأصدقاء بمخرج يعمل مع إذاعة الـ بي بي سي ”بوز تيمبل موريس Boz Temple-Morris“، ويريد العمل على الموضوع السوري. تواصلنا وأثناء حديثي معه تذكرت قصة ”يرموك“ فأخبرته عنها وأعجبه الموضوع”.
وعن موقع المخيم، أضاف كاتب المسلسل، “لم يكن اختيار المكان عشوائياً، فمخيم اليرموك في اعتقادي كان مساحة عابرة للهويات الضيقة، لم يسكنه فلسطينيون فحسب، بل سكنه أيضا سوريون من طوائف ومشارب مختلفة، وأرى أن المجتمع هناك متداخل مع بعضه، غير أن مكانه قريب من العاصمة دمشق، وجرى فيه نشاط ثوري كبير أخاف النظام في مرحلة ما”.
وتابع صاحب مسلسل “اليرموك”، “عبّرت كل حلقة عن مرحلة مرت بها الثورة السورية، فالحلقة الأولى بعنوان “الربيع السوري Syrian spring”، تحدثت عن مرحلة المظاهرات السلمية ومطالب الحرية والعدالة والديمقراطية، فيما تحدثت الحلقة الثانية “الانتفاضة uprising” عن مرحلة انشقاق الشارع السوري وتحوله إلى مُعَسكَرين اثنين يتبنى كل منهما خطاب “نحن وهم”، ومن ثم إلى أعداء بعد بدء النظام بقصف المدنيين، وأما الحلقة الثالثة بعنوان “الحرب war” فتحكي عن مرحلة الحرب الاهلية والعنف والعنف المضاد بالإضافة إلى التفكك والشتات”.
وواصل الكتاب حديثه، “سأضيف إلى قولي نقطة مهمة، وهي أن أعدادا كبيرة من الجمهور الغربي، استنادا إلى رأي وتجربة شخصية، لا تعرف كيف كانت سوريا قبل الثورة، وأنه كانت لا بد من ثورة على النظام الذي حكمها، وأن الحياة لم تكن وردية في ظله، فهو لم يكترث للمواطنين وحقوقهم، وكان يجابههم بعنف”.