يد خفية تُدير صراع النفط في ليبيا
ربيع شرير
ما حدث يحتاج للتوقف عنده، كيف يمكن لشخصية كان الناس يكنون لها التقدير والثناء أن تتحول في يوم واحد إلى شخصية إخوانية عميلة تحمل الجنسية القطرية، كيف تم تشويه صنع الله وتحويله خلال 24 ساعة إلى شخصية جدلية بعد أن كان في نظرهم شخصية وطنية.
كيف تم تقديم صنع الله الذي في مناسبات عدة أكد بأن حكومة الوفاق لم تمنحه الميزانية السنوية لتشغيل وصيانة المرافق النفطية، كيف تم تقديمه على أنه يتحكم في مال النفط، وتحميله أخطاء وإخفاقات كان من المفترض تحميلها لمصرف ليبيا المركزي.
كيف يتحول الرجل الذي لم ينحني للجضران إلى العميل الذي لم يرضخ للمشير؟
لقد كان صنع الله صدامياً في تعامله مع ملف الهلال النفطي خاصة عندما خانه التشبيه، لكن هل اختلافنا معه يجعلنا نقوم بتشويه صورته كلياً كأن الرجل لاخير فيه.
كيف نتحول من مواجهة الخصوم إلى مواجهة المستقلين وتحويلهم إلى خصوم واتهامهم زوراً بالأخونة فنُسوّق للإخوان ونجعل منهم شعباً وهم في الحقيقة فئة.
كيف لا نحافظ على ما بداخلنا من وطنية فنحولها عند أول اختلاف في وجهات النظر إلى أفعال (بونتو، وفيس، ونكاية) في أشخاص مهما كنا نكرههم على الصعيد الشخصي تبقى حربنا معهم ليست واجبة.
كيف نغض الطرف عن السياسات النقدية الكارثية وخسائر القطاع المصرفي ونستلطف أبواقه ومُجّاده، ونصطاد أخطاء مؤسسات تحقق النجاح في بحر هذا الفشل العميم.
هذا هو الفيسبوك، يلمع حيناً ويشوّه أحياناً، وهذا هو العالم الافتراضي، الناس فيه على هوى أهوائهم .
وها نحن، كل ما نبنيه بالجهد والعرق، نهدمه بإخفاقات سياسية، وندخل معارك طرفا القتال فيها على حق.