وقف إطلاق النار دون شروط.. من المستفيد؟
تقرير | 218
منذ فشل المشاريع البريطانية في مجلس الأمن التي حاول محرروها إدانة الجيش الوطني والحفاظ على مكاسب التشكيلات المسلحة وإبقاء الحالة الماضية قبل تقدم الجيش على حالها، جرى على ألسنة المسؤولين الغربيين والإقليميين ودول الجوار مصطلح (وقف إطلاق النار دون شروط).
وقرأ كثيرون هذا المصطلح بأنه انتصار للجيش الوطني كونه أزاح فكرة العودة إلى المواقع التي جاء منها ما قبل الرابع من إبريل وسيخلق له موقفاً تفاوضياً وسيجعل من قوات الوفاق مخنوقة وغير قادرة على التحرك في أماكن نفوذها السابقة.
ولم ترق جملة “وقف إطلاق النار دون شروط” لحكومة الوفاق بتاتا، كونها لا تخلق لها وضعها الذي كان قبل إبريل، بل تجعل من الغرب منطقة مقسومة النفوذ بينه وبين القيادة العامة.
ومع مرور الوقت ظهر شرح آخر للجملة يقول إن عدم إملاء الشروط يعني ألا يشترط الجيش بقاءه في مواقعه الحالية، مقابل ألا يشترط الوفاق بقاء تشكيلاته بهذه الوضعية والتقدم وإعلان الحرب على الجيش، أي أنه بالضرورة سينتج الوضع الذي كان قبل إبريل.
وتخدم الجملة التي كثر ترديدها بالضرورة الوضع الإنساني الهش في مناطق النزاع، وتضغط على المتقاتلين لفتح ممرات آمنة للسكان المتضررين، وتوقف القتال كخطوة أولى ، تمهيداً لبدء عملية سياسية متوقفة على مبادرة ترضي الطرفين قد تكون صياغتها صعبة جداً خصوصاً مع المعارك المحتدمة وإصرار الجيش على إنهاء التشكيلات المسلحة وإصرار الوفاق على عدم التفريط في العاصمة السياسية ومقر البنك المركزي.
ويجعل هذ الوضع اللاعبين الدوليين مطالبين بأكثر من ترديد هذه الجملة، التي يقال إنها باتت مستهلكة ومخصصة للإعلام فقط.