وزير الصحة علي الزناتي: أطراف ليبية تاجرت بمعاناة المرضى الليبيين وأرزاقهم
أبدى وزير الصحة في حكومة الوحدة الوطنية الدكتور علي الزناتي، تفهماً كبيراً لحجم الانتقادات جراء شبهات الفساد، التي أحاطت بملف علاج المرضى في الخارج، وخاصة فئة الجرحى من العسكريين خلال السنوات الأخيرة.
وأقرّ الزناتي، في حديثه لصحيفة “الشرق الأوسط”، أنه “تم استغلال هذا الملف بدرجة كبيرة على نحو خاطئ، ويمكن القول إن كل الليبيين الذين احتاجوا للعلاج بالخارج تم استغلالهم من قبل أطراف ليبية، وأيضا من قبل الدول التي لجأوا للعلاج بها مع الأسف الشديد”.
وأشار وزير الصحة، إلى ضعف النظام والوضع الصحي وتهالك مؤسساته في ليبيا، مؤكدا أن كل الليبيين الذين احتاجوا للعلاج في الخارج تم استغلالهم من قبل أطراف محلية ودول، وتحول الأمر لمتاجرة.
وأكد وزير الصحة في حكومة الوحدة الوطنية، “تم استغلال هؤلاء من قبل ضعاف النفوس، وتحول الملف إلى باب مفتوح لتكسب كثيرين، سواء كانوا أفرادا وشركات، ومتاجرة بمعاناة المرضى الليبيين وأرزاقهم… ولم يعد الأمر علاجا بقدر ما تحول لتجارة بالعملة الأجنبية”.
ملف العلاج في الخارج:
وعن ملف العلاج في الخارج، أعرب الزناتي، عن أمله في أن يتم الأخذ بتوصيته، التي رفعها لرئيس وزراء حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة بهذا الصدد، وتتلخص في “نقل ملف علاج الجرحى من العسكريين بالكامل إلى إشراف وزارة الدفاع، أو ما ينوب عنها بكل ما يرتبط بهذا الملف من تبعات وأعباء سابقة وحاضرة، لكونه يمثل عبئا ثقيلا على وزارة الصحة، التي يجب عليها الاهتمام بملف علاج المدنيين بالخارج، وخاصة أصحاب الأمراض المزمنة، نظراً لما يشوب هذا الملف من فساد أيضا، يمثل فساد ملف علاج الجرحى”.
وأشار الزناتي، إلى أن ضعف المنظومة الصحية في ليبيا، يعود إلى ضعف خبرة العاملين بالقطاع الصحي، فضلاً عن التخبط الإداري، وحالة الفوضى التي مرت بها البلاد على مدار العقد الماضي.
وأعرب وزير الصحة، عن أمله في أن “تتمكن خططه وما ستوفره حكومة الوحدة الوطنية من إمكانيات، رغم عمرها القصير نسبيا، في وقف حالة الانهيار الراهنة، ووضع الأسس لنظام قطاع صحي سليم ومتعافى، قادر على خدمة وتلبية احتياجات الليبيين بعموم البلاد، وعلى اختلاف شرائحهم الاجتماعية”.
ملف الجنوب والدعم الصحي:
وعن الجنوب، أوضح الزناتي، في حديثه لـ”الشرق الأوسط” أنه، “جزء لا يتجزأ من ليبيا، ولذلك قمنا بزيارة عمل وتفقد استمرت لأيام قصد الوقوف على معاناة الأهالي هناك، ووضعنا خطة دعم كاملة لتحسين الأوضاع، وسنكون مستعدين أيضا لأي طارئ”.
وحول الفترة الزمنية للحكومة، أضاف وزير الصحية، “قصر عمر حكومة الوحدة الوطنية فلن يتم التركيز على البناء لزيادة عدد المستشفيات بالجنوب، وإنما على تعزيز الدعم لوجيستياً ومادياً وبشرياً، لما هو موجود بالفعل من مستشفيات ومراكز صحية بالجنوب، وبالفعل وقعنا مؤخرا عقود تعيين عمل 45 طبيا للعمل هناك”.
ملف المهاجرين:
وصف وزير الصحة في حكومة الوحدة الوطنية، أن ملف المهاجرين غير النظاميين، وكذلك المرضى بالسجون “ملفات مهمة جداً ستكون بمقدمة أولوياتنا الفترة المقبلة، وسأزور تلك المراكز للتأكد من حصول المرضى على الرعاية الصحية”.
وأشار الزناتي، إلى أنه منذ توليه مهامه أصدر “تعليمات بأن تتم معاملة المهاجرين داخل المستشفيات كمعاملة الليبيين، وسيتواكب ذلك مع إرسال فرق طبية للسجون، وذلك بالتنسيق مع وزارة الداخلية، ووزارة المهجرين وحقوق الإنسان وأي جهة مسؤولة”.
وعن بعض الأدوية التي تغيب عن جل المستشفيات، بشّر الوزير بقرب حل أزمة نقص الأدوية بالأسواق والمستشفيات، بقوله: “تمكنا من تحصيل مبلغ 200 مليون يورو لجلب سريع لأدوية أمراض الأورام، والكلى والقلب، وبعض التطعيمات والأمصال المهمة، كالمصل المضاد للدغة العقارب التي تنتشر بفصل الصيف بالجنوب. وبداية من الأسبوع الحالي ستفتح الاعتمادات لتوريدها خلال الأسابيع القادمة”.، داعياً مواطنيه لـ”سرعة تلقي لقاح فيروس كورنا”.