الحركة المسرحية في هون تودع الفنان “عثمان العطشان”
ودعت الأوساط الفنية ومؤسسات المجتمع المدني في مدينة هون -الأربعاء- الفنان والناشط المدني “عثمان أمحمد العطشان” بعد أن وافته المنية في مدينة البيضاء متأثراً بإصابته بفيروس كورونا بعد وصوله من مدينة هون في زيارة لإبنته في الجبل الأخضر.
ولد “عثمان أمحمد” في مدينة اجدابيا سنة 1957م وعاش وترعرع وتحصل على تعليمه الأولي وعمل في مدينته هون حتى وفاته .. وكان قد انتسب في سن مبكرة للحركة الكشفية ويعد من قدمائها في المدينة ووصل إلى مرتبة قائد كشفي وله الشارة الخشبية وأوسمة عليا عدة في القيادات الكشفية.
أُعتقل الفقيد مرتين في عهد النظام السابق في قضايا رأي وقضى مُدداً في سجون النظام بلغت في مجموعها “6” سنوات لمجرد الشبهات بالانتساب إلى تنظيمات سياسية ولم يتجاوز عمره آنذاك العشرينيات في حقبة السبعينيات من القرن الماضي.
انتسب للحركة المسرحية مبكراً عندما كانت فرقة مسرح هون ضمن النشاط الثقافي لنادي هون الأهلي “الإخاء حالياً” ثم عاد بعد انقطاع سنوات للنشاط المسرحي، ممثلاً ومخرجاً بعد استقلالية الفرقة عن النادي وإعادة تأسيسها في خريف 1996 م وكان عضواً مؤسساً فيها ومديراً للشؤون الإدارية والمالية.
وشارك الفقيد بالتمثيل أولاً في مسرحية “لعبة السلطان والوزير” من إخراج الفنان العراقي “عدنان أبوتراب” والنص للكاتب المسرحي الليبي “البوصيري عبدالله “، ثم كانت مشاركة الفقيد في فصول كوميدية عبر مسرحية السماح على إيقاع الجيرك التي عرضتها الفرقة لأكثر من “20” مرة وهي من إخراج مخرج الفرقة الفنان العراقي الراحل عدنان أبوتراب وتأليف الكاتب السوري الراحل “وليد إخلاصي”،وشاركت بها الفرقة في مهرجان المسرح الوطني الذي التأم في طرابلس سنة 1999 م .
واتبعها بمشاركة في مسرحية “تلة البساط” من إخراج “أبوتراب” وتأليف الكاتب “علي عبدالرحمن مازن” ، ثم مديراً للركح في مسرحية “برج القهوة” من إخراج الفنان المغربي الراحل “أبويحي عزاوي” وتأليف الكاتب “عبدالوهاب قرينقو” والتي شاركت بها الفرقة في المهرجان المسرح الوطني الليبي الذي احتضنته مسارح وقاعات مدن الجبل الأخضر في شحات والبيضاء وسوسة ودرنة سنة 2008 م.
نبغ الفقيد بعد تجربته المسرحية في “الطب البديل والتداوي بالأعشاب والحجامة والنباتات الطبية والتغذية العلاجية” الذي اهتم به في وقت مبكر إلى جانب مواهبه الأخرى فكانت له عيادته الاستشفائية الخاصة ومحلاً لبيع الأدوية والأعشاب وله دراسات في هذا المجال، كما قدم حلقات إرشاديه وتثقيفيه وعلاجيه في الطب البديل في الراديوهات والتلفزيونات الليبية، واعتُمِد معالجاً بالحجامة والطب التكميلي بالعيادات الخاصه المعتمده قانونياً داخل ليبيا.