وايتز: غياب أميركا يعقّد الأزمة الليبية
218 | خاص
قال مدير مركز التحليل العسكري والسياسي (معهد هدسون للأبحاث) “رتشارد وايتز”، إن موضوع ليبيا ليس واضحا لدى إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مضيفا أنه لا يرى أي مؤشر عند مستشار الأمن القومي الجديد، بولتون، أو وزير الخارجية بومبيو، بأنهما اهتما في السابق بليبيا.
ولفت وايتز لبرنامج “USL”، على قناة “218”، إلى أن أميركا ساعدت في التقليل من فراغ السلطة، فالنزاع الداخلي يفتح المجال للإرهاب، كما أنها نشّطت صناعة النفط لأنها توفر الفرص للأعمال الأميركية وقامنت بقصف جوي ضد الإرهاب.
وأشار إلى أن معمر القذافي عندما انتزع السلطة سار في طريق خاص به، وطبّق أسلوبَه في الاشتراكية، أحيانا كان يقترب من روسيا، وكان يخوض المعارك مع دول أخرى، وتوترت العلاقات مع أميركا حول قضية الإرهاب، ثم استغلت أميركا مع الناتو ثورات الربيع وقرروا دعم الإطاحة بالنظام.
وأكد وايتز أنه وبعد الانتصار العسكري في 2011 نفضت أميركا يديها من الأزمة الليبية.. فكان أن تداعى كل شيء، مثلما حدث في أفغانستان والعراق، مبينا أنه دائما يدور نقاش حول كيفية تعامل الولايات المتحدة مع ليبيا، بعد الهجوم على السفارة في بنغازي.
وقال إن ليبيا ليست مثل إيران أو كوريا الشمالية الموجودتان دائما على أجندة البيت الأبيض، فالولايات المتحدة فقدت الاهتمام وتوقعت أن يقودَ الأوربيون الجهود ويؤكدون على انتقال سياسي في ليبيا بعد سقوط القذافي، لكن يمكن أن تحصل ليبيا على دعم الولايات المتحدة، إذا تدخل الرئيس ترامب بقوة ووجّه السياسات. مبينا أن السببَ في عدم تدخل أميركا في الأزمة الليبية هو عدم وجود شريك محلي يمكن العمل معه.
وأضاف مدير معهد “هدسون” للأبحاث، أن التدخل الأميركي في ليبيا كان سيساعد.. لكن هذا لم يحدث، ومنذ ذلك الوقت تصرفت الولايات المتحدة بطريقة لا مبالية، فعدم قيام الولايات المتحدة بدور فاعل يضيف إلى تفاقم الأزمة وفوضى العملية الانتقالية.
ورأى وايتز أنه إذا كان أحدٌ سيهتم بليبيا ستكون وزارةُ الدفاع التي تعطيها أسبقية وتنفذ فيها سياسة مركّزةً، لكن هذا لم يحدث، لكن إذا تواجد داعش بقوة في ليبيا… فهذا سيستدعي تدخلا أميركيا قويا.
وأشار إلى أن الوضع تغير قليلا في العامين الماضيين، بتغيّر موازين القوى، وموقف أطراف مختلفة، ولهذا أتفهمَ إعادة النظر في الاتفاق السياسي، كما أن الانتخابات السابقة لم تنجح لأنّ اللاعبين الأساسيين لم تعجبهم النتيجة، مشددا على ضرورة تطبيق ما حدث في لبنان والعراق على الحالة الليبية، وأن يُشركَ جميع الأطراف، ومهما كانت النتيجة سيحصل كل طرفٍ على حصةٍ في الحكم.
وأكد وايتز ضرورة المحاول مع الانتخابات وفي الوقت نفسه يستمرَ العمل على بناء الأمن، والعمل مع الأطراف الرئيسة حول مشروع الدستور، ولابد أيضا من وجود ترتيب يحصل فيه كل طرف على شيء مما يريد، ف التحدي الأساس يكمن في أطرافٍ متعددة لدى كل منها القوة الكافية لتعطيل اتفاق مدعوم من قبل أطراف خارجية أو حتى داخلية.
ويعتقد وايتز أنه إذا كان المجتمع الدولي مهتما بليبيا بالفعل، فسيتدخلون ويصلون إلى حل ما.. ويحاولون تطبيق حظرٍ وعقوبات على من يرونهم معرقلين، فليبيا مهمة جدا لإيطاليا لكن إيطاليا ليست لاعبا مؤثرا كثيرا في أوروبا، مبينا أنه ولسوء حظ الليبيين أن أزمتهم نشبت في وقت تظهر فيه أحداث كبيرة في العالم، وهم ليسوا إلا جزءا منها.
وأوضح وايتز أن هناك بعض المصلحة لروسيا في ليبيا.. ولكن ليس إلى حد التضحية بالدّم، فالدور الروسي في ليبيا كان أقل مما اعتقدتْ والروس اعترضوا على ما قام به الناتو في 2011، واعتقدوا أنها ستكون ضربة محدودة لحماية المدنيين في بنغازي، لكن الناتو استغل القرار وحوّله إلى مهمة لتغيير النظام. وأكد وايتز أن الروس يبدون سعادتهم عندما يرون الولايات المتحدة تواجه المتاعب في ليبيا بسبب ما اعتبروه خيانة لهم.
ورأى أن الأميركيين من أصل ليبي لا يتمتعون بالنفوذِ نفسه الذي لدي الأميركيين اليهود مثلا، وبالتالي فإن أصواتهم لا تهم كثيرا.
وقال وايتز إنه لا يعتقد أن للكونغرس أي اهتمام بليبيا عدا ما حدث في بنغازي، كما لا يوجد الكثيرون في الولايات المتحدة وحتى في الخارجية والدفاع الذين هم على معرفة تامة بليبيا.
وأكد مدير معهد “هدسون” للأبحاث، رتشارد وايتز، أنه إذا ما استمر الوضع كما هو الآن واستمرار القتال بين الليبيين، واستمرار الصورة المضطربة فقد تستمر السياسة الأميركية نفسها.