واشنطن بوست: صور ومستندات لـ”بصمات روسية” في ليبيا
تقرير 218
أكثر من أي وقت مضى بات الصراع في ليبيا واضحا كونه حربا بالوكالة بين الأطراف الدولية التي استغلت الفوضى وصراع الأطراف الليبية لتمرير مصالحها، فبعد أن قامت بها تركيا على الملأ باتت التقارير التي تدين تورط روسيا في ليبيا تنتشر بشكل أوسع.
جريدة واشنطن بوست نشرت في تقرير مفصل حول المشهد في ليبيا نقلا عن مسؤولين أميركيين وليبيين تأكيدهم انتشار أكثر من 1000 عنصر من جماعات فاغنر الروسية، وهي مجموعة يشار إليها على أنها جيش غامض يرتبط مباشرة بالكرملين والرئيس الروسي فلاديمير بوتين رغم نفي الكرملين القاطع لذلك .
الواشنطن بوست، نشرت صورا لعلامات وصفتها بالواضحة على وجود روس في الخطوط الأمامية للحرب في طرابلس إلى صف الجيش الوطني، وضمّت الصور دفاتر تحوي رسومات وكتابات روسية كتبت بخط اليد وبطاقات ائتمانية وتعريفية لروس إضافة لبطاقة معاش لمواطن روسي من مواليد 1969 من مدينة تومسك بسيبيريا لم تنشر اسمه، كما قالت إنه تم العثور على هاتف محمول لمقاتل روسي يحوي أدلة وصورا لرفقائه بعد دخولهم لمدرسة أولاد تليس في العزيزية واشتباكهم مع قوات الوفاق باستخدام أسلحة متطورة.
تضارب المصالح بين الأطراف الخارجي أخذ في التصاعد مؤخرا فرغم أن تركيا وروسيا تعتبران حليفتين ضد الغرب إلا أن مصالحهما في ليبيا مختلفة تماما وهو ما كشف عنه أردوغان بعد اتهامه لمجموعة فاغنر بالتدخل في ليبيا واصفا إياهم بالمرتزقة ، فعلى المدى البعيد تهديد مصالح تركيا في ليبيا سيكلفها على الأقل 18 مليار دولار ضمن عقود البناء المتعثرة منذ 2011، فيما تصل خسارة روسيا في عقودها المجمدة مع النظام السابق إلى أكثر من 4 مليارات، وكلاهما يسعيان للحصول على موطئ قدم وعقود أضخم خاصة أن ليبيا احتلت قائمة إعادة البناء بأكثر من 100 مليار دولار إذا وصلت للاستقرار يوما ما.
بعد سنوات من تخليها عن ليبيا تسعى واشنطن الآن جاهدة في تحركات مترددة وسط غياب الدبلوماسية والسياسة الأميركية التقليدية للحد من توسع موسكو في ليبيا التي تبدو بالتوازي مع أنقرة على أهبة الاستعداد لاستغلال الفراغ الأمني والدبلوماسي في ليبيا ما يزيد حجم العراقيل والتحديات أمام مؤتمر برلين المنتظر ومحاولات أوروبا استعادة ليبيا كحليف لها.