تعرف على صاحب مقولة “من ليبيا يأتي الجديد”
ولد المؤرّخ الإغريقي “هيرودوت” الملقب بـ”أبو التاريخ”، وصاحب مقولة “من ليبيا يأتي الجديد”، في القرن الخامس قبل الميلاد ببلدة تعرف باسم هليكرناسوس، قبل أن ينفى منها إلى جزيرة ساموس عندما بلغ الـ20 من عمره بعد تورطه في انقلاب فاشل ضد السلالة الحاكمة، ولم يعد إلى بلدته منذئذ رغم اعتزازه الشديد بانتسابه لها .
وبعد نفيه بدأ برحلته الشهيرة التي شملت ليبيا وأكرانيا وصقلية والتي كتب عنها في مجلدات “هيرودوتس”.
وسحرت بابل القديمة بغناها الثقافي وصيتها المشع في تلك الفترة، “هيرودوت”، واستخدم المؤرّخ عبارات للاستدلال عليها في زيارته غير أنه لم يوثقها في كتبه ولذلك شكك البعض في زيارته للمدينة.
هيرودوت الكاتب الإغريقي الذي عاش في القرن الخامسكما وصف “هيرودوت” في أحد كتبه فترات تاريخية في أثينا التي يبدو أنه عاش فترات من عمره فيها قبل الرحيل إلى مستعمرة إغريقية في جنوب إيطاليا تدعى “توري” .
شٌهرت “هيرودوت” باسم “أبو التاريخ” لم تأت من فراغ، فقد لقب بذلك كنوع من التكريم والاعتراف بفضلة على التاريخ كونه أول من قام بتدوين التاريخ بدقة ومصداقية وبأسلوب يغلب عليه التشويق والإثارة والمغامرة.
وتميز “هيرودوت” بطريقة مختلفة جعلته يتفوق على الكثير من الفلاسفة بفضل اعتماده على الكتابة التي تتسم بحس الإبداع الأدبي وفن الكتابة التصويرية التي تجعل القارئ يتخيّل المكان الذي يقرأ عنه، بالإضافة إلى الطابع الفلسفي العقلاني بحيث لا يكتفي بنقل الواقع وتدوينه بل كان يصف ما توصل إليه عقله إلى القارئ بأسلوب فلسفي .
خريطة العالم لهرودوتوروى من خلال مجلداته التسعة السيطرة الفارسية على بلاد اليونان القديمة بالإضافة لتوثيق زيارته إلى ليبيا وأكرانيا وصقلية كاملة تحت عنوان “تاريخ هيرودوتس”.
وأورد “هيرودوت” العديد من الأقوال في مجلداته التسعة، لعل أشهرها مقولاته عن ليبيا والتي قال فيها “من ليبيا يأتي الجديد”، ويستدل من خلالها على ما شاهده أثناء تواجده في ليبيا بعد خروجه من منفاه في جزيرة ساموس.
وقيل عنه بأنه أصدق شخص دوّن التاريخ بسبب نقله لكل ما يراه وتسجيل دفاتره لجميع المناقشات التي كانت تتم بينه وبين شعوب المدن التي زارها دون زيادة أو نقصان، والتي أصبحت لاحقا من أهم مفاتيح المعرفة للعالم للحضارات القديمة واعتمد عليها الكثير من علماء التاريخ والآثار كمراجع تاريخية مهمة خلال دراستهم للعالم القديم.