“همس في روسيا”: بوتين يبحث عن بديل للافروف
218TV|خاص
قبل شهرين من دخوله عامه الخامس عشر كوزير لخارجية الاتحاد الروسي، فإن سيرغي لافروف قد أصبح صاحب أطول فترة على رأس عمله في قيادة الدبلوماسية الروسية بين أسلافه الذين تقلدوا هذا المنصب، لكن الذكرى الخامسة عشر، والتي ستحل في شهر مارس المقبل مترافقة هذا العام مع “همس سياسي يعلو” في العاصمة الروسية موسكو بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ربما قد بدأ بالبحث عن بديل للافروف الذي يُعْتقد أنه طلب من بوتين الراحة بعد معاناة سياسية هائلة فرضها التوسع السياسي والدبلوماسي لروسيا في أماكن عدة حول العالم في السنوات الأخيرة.
أوساط مواكبة للحركة السياسية في موسكو تقول إن لافروف أساسا هو “اختيار خالص” لبوتين، وهما من مدرسة سياسية واحدة في التفكير، ولم يسبق لهما أن ظهرا متنافرين سياسيا في المشهد الروسي، وإن أي حديث عن رحيل لافروف قد يكون ضمن سياق تقارير متكررة عن رغبة بوتين بـ”تصنيع وجه دبلوماسي جديد” لموسكو في الأعوام المقبلة، وهو أمر لا يمكن التنبؤ به في ظل “رئيس حديدي” مثل بوتين الذي لا يعرف أحدا في الداخل الروسي طريقة تفكيره، وطريقة اتخاذه للقرار، وأن ما يتردد من همس عن استبدال وشيك للافروف قد لا يعلم به أحد قبل إعلان النبأ في وسائل الإعلام الروسية.
وفي جردة سريعة فإن أداء لافروف في العامين الماضيين، أظهر أنه يحاول أن يختار بديله بنفسه عبر تفويض العديد من الملفات الساخنة إلى نائبين له هما ميخائيل بوغدانوف، وغينادي غاتيلوف اللذين أظهرا تعلقا سياسيا بأداء ونهج لافروف، وقد ترك لهما إدارة العديد من البؤر الساخنة من روسيا إلى إيران إلى ليبيا، وإلى دول عدة في أفريقيا، وهو ما يجعل من بوغدانوف وغاتيلوف مرشحين بقوة لخلافة لافروف الذي يُعْتقد أن دوره السياسي لم ينته، وأنه ربما ينتقل إلى جوار بوتين الذي قد يكون يريده في مكان آخر بعد نجاحات قوية له.