218TV | ترجمة خاصة
تحدّث همة حصرياً إلى “ليبيا هيرالد” عبر الهاتف للرد على ما يراه هجوما على الطوارق من قِبَل سيف القذافي، في تسجيل له تم تداوله على وسائل الإعلام الاجتماعية، على نطاق واسع.
في التسجيل الصوتي الذي يُزعم أنَّه لسيف القذافي، اتهم سيف الطوارق، حسب همة، بـ “الخيانة” ضد القضية الليبية والاتصال بـ”عملاء أجانب”.
همة هو ممثلٌ قيادِيٌّ للطوارق الليبيين، وهو عضو في مجلس النواب، ولجنة التفاوض في الصخيرات لعام 2015. وهو لا ينكر صداقته السابقة مع سيف ولا وَلاءَ الطوارق للنظام السابق. في الواقع، اعترف صراحة بأنّ الطوارق وقفوا في البداية مع النظام السابق في معارضة هجوم الناتو.
ومع ذلك، فهو يعتقد الآن أنّه لا توجد طريقة للعودة للنظام السابق من خلال استخدام القوّة، ويرى أنّ الحوار والمصالحة هما الأداة السياسية الوحيدة الصالحة لمستقبل ليبيا.
وبعد ما وصلت إليه ليبيا بعد اتفاق الصخيرات أعرب همة عن خيبة أمله إِزاء عدم إحراز أي تقدّم لذلك الاتفاق .
وقد كان للاتفاق السياسي الليبي ثلاثة أركان رئيسية: مجلسُ الرئاسة، وحكومةُ وفاق وطني للعمل على الأمن والاقتصاد، والمصالحة الوطنية، لكنه فشل في الثلاثة.
فيما يتعلق بـ”الملف الأمني: تركَ المجلسُ الرئاسي، وحكومة الوفاق الوطني الملفَّ الأمني مغلقًا ولم يبذلا أيّ جهد يُذكر على الإطلاق”. ولم يكن متفائلاً بوجه خاص من خلال جهود الأمن التي يبذلها جهاز الأمن العام (الحرس الوطني) في جنوب ليبيا، والذي شهد الكثير من الاقتتال العرقي القبلي.
وتابع في “الملف الاقتصادي” فإنّ “أزمة الخبز الأخيرة، والزيادات في الأسعار، ونقص السلع الأساسية وأسعار صرف العملات الأجنبية في السوق السوداء، على الرغم من مليارات الدنانير والدولارات التي ينفقها المجلس الرئاسي وحكومة الوفاق الوطني، لم تؤدِّ إلى نتائج إيجابية”.
“إنَّ الحديثَ المستمر عنِ الإصلاحاتِ الاقتصادية كان مجرّد مسألةِ عناوين رئيسية. في الواقع ، يقفُ المجلس الرئاسي وحكومة الوفاق الوطني في زاوية واحدة، في حين أن البنك المركزي الليبي في مكان آخر. هذه ليست الاتفاقية الوطنية التي عملناها وقدمنا تنازلات لها. لقد اختار المجلس الرئاسي وحكومة الوفاق الوطني العمل كلا على حدة، حتى إنهما لم يجتمعا مع بعض لعدّة أشهر.
وفيما يتعلق بمسألة المصالحة ، قال همة إنّ هذا “ملف معقد ومتعدد الأبعاد. إذ يجب أن تكون هناك مصالحة بين المؤيدين الرئيسيين لثورة 17 فبراير الليبية، وأولئك الذين عارضوها. ومن ناحية أخرى؛ يجب أن يكون هناك عمل مصالحة بين مؤيدي 17 فبراير أنفسهم. بين البلدات والمدن والمناطق والتيارات السياسية المختلفة “.
همة ينتقد الإنجازات والطريقة التي ذهب بها المجلس الرئاسي وحكومة الوفاق الوطني حول تنفيذ المصالحة الوطنية. وأضاف “هذه ليست كيفية تحقيق المصالحة والاتفاق”.
وبالعودة إلى القصة، كان سيف الإسلام القذافي قد طلب من الطوارق في مدينة غات الجنوبية تجميع بضعة آلاف من الجنود الجاهزين لدعوته إلى العمل. وقال همة إنّ رفضهم اللاحق للامتثال لدعوة سيف أدّى إلى أن يصفهم بأنهم “خونة”، وأنهم كانوا على اتصال مع “عملاء أجانب”. وقال همة إنّ القيادة السياسية والاجتماعية للطوارق منزعجة من الحادث بأكمله، وطلبت منه أن يفنده علناً.
سألنا همة عن ما إذا كان هو وشعبه واثقين من صحة تسجيل سيف الصوتي المزعوم، وإمكانية أن سيف لم يكن حرا أو ربما حتى حيّا، وأنّ الموضوع بأكمله قد لا يكون أكثر من دعاية ذكية وعملية تسويقية من قبل المؤيدين لسيف، فوافق همة على هذا الاحتمال.
ومع ذلك ، قال إنّ أوصاف “الخونة”، وعلى اتصال مع “عملاء أجانب”، كانت إهانة لعرق الطوارق، وإنّه على الرغم من مرور بعض الوقت على ظهور التسجيل الصوتي لسيف، إلا أنّه لا أحد من أنصار سيف أو ممثليه أو محاميه قامَ بتفنيد الموضوع علناً. لذا لزم علينا الدفاع عن الطوارق.
لقد عارض شعب الطوارق عملية الناتو في البداية، لكننا دعمنا الأمة عندما كان أمنها ووحدتها على المحك. كان الطوارق ناشطين خلال الثورة في جميع أنحاء ليبيا. ولن نُستخدَم الآن كوقود لحرب أهلية “.
لقد تعلّمنا من تاريخنا وتجربتنا أنّ الحوار والمصالحة هما السبيل الوحيد للسلام. لا يمكن أخذُ ليبيا بالقوة، بل بالاتفاق والحوار.
فقط من خلال المصالحة الوطنية كما حدث في بلدان أخرى مثل الجزائر ورواندا وجنوب أفريقيا.
واستنكر همة جهود سيف في الفترة التي سبقت ثورة 17 فبراير واتهمه بالاتصال بالعملاء الأجانب، واتخاذ خطوات أحادية الجانب، والفشل في البحث عن طريق للمصالحة، وهو ما قال إنه أدى في النهاية إلى انهيار نظام والده.
ويضيفُ همة: “السياسيون الشجعان الحقيقيون يعرفون كيف يعتذرون ويُقرّون بأخطائهم. لن يكون الطوارق وسيلةً لتحقيق أهداف سياسية من قبل أي طرف. واختتم حديثه قائلاً: “نحن نسعى للسلام والاستقرار لنا ولجميع الليبيين”.