هل يُحاول أردوغان “توريط دُول الجوار” في ليبيا؟
لم يعد يخفى على أحد أن الأزمة في ليبيا أصبحت تُلقي بظلالها على دُول المنطقة، خاصة في ظل التدخل التركي المتسارع وسباق الرئيس رجب طيب أردوغان مع الزمن لبَلوَرة موقف سياسي من جانب الدول المجاورة لليبيا يخدم مصالحه فيها.
وبعثت الجزائر مؤخراً برسائل مفادها أن اهتماماً وتركيزاً مرتقبان سيُوجّهان نحو الملف الليبي، حيث خصص الرئيس الجديد عبد المجيد تبون حيّزاً من أولى خطاباته لتوجيه رسائل إلى الليبيين الذين دعاهم لنبذ خلافاتهم وتوحيد صفوفهم، مؤكداً على أن بلاده تعتبر من أول المعنيين باستقرار ليبيا.
ويبدوا أن أردوغان حاول “ركوب موجة” هذا الاهتمام، حين أعلنت وزارة الدفاع التركية، الأحد، رسو فرقاطات بحرية تركية بأحد الموانئ الجزائرية، الأمر الذي سارعت وسائل إعلام جزائرية مقربة من السلطة لنفيه دون نسب هذا النفي لمصادر رسمية بعينها.
وبالتزامن مع تضارب الأنباء حول حقيقة رسو الفرقاطات التركية في الجزائر، اتجهت الأنظار على الفور نحو ليبيا، الجارة التي تطمح تركيا للتدخل فيها عسكريا، ليُثار الكثير من الجدل حول احتمالية أن تكون أنقرة تسعى لاستغلال الأراضي الجزائرية للتدخل في ليبيا.
وعُزِّزَت هذه المخاوف بالزيارة المُثيرة للجدل التي أجراها الرئيس التركي إلى تونس قبل أيام، والجدل الذي أشعله حينها، ما دفع التونسيّون للتخوّف من استغلال أرضهم لتمهيد التدخل التركي في ليبيا، وتحركت التيارات السياسية في تونس على عجل، مُعلنة رفضها لزيارة أردوغان، ودعت الرئاسة التونسية للنأي بنفسها من الأزمة الليبية، وعدم الاصطفاف على جانب واحد في ليبيا.
مؤشرات لم تدع مجالاً للشك بأن تحركات أنقرة حول ليبيا خاصة بدُول شمال المتوسط، أصبحت تُثيرُ مخاوف الكثير من الأطراف لا سيما دُول الجوار التي تُعتبر في واجهة المتأثّرين بالوضع في ليبيا.