هل يفعلها سلامة؟
في الليلة العصيبة التي عاشها سكان حي بوسليم في العاصمة طرابلس افتقد البعض تصريحات سلامة بتسمية من قام بقصف المدنيين العُزّل، وذلك لإنهاء الجدل الحاصل حول هوية المُنفّذ. فهل سيسمي سلامة المُنفّذ كما أسماه في سبتمبر الماضي؟
في خضم الاشتباكات العسكرية التي دامت شهراً في سبتمبر الماضي تم قصف مطار معيتيقة مرتين متتاليتين، على إثر القصف توقفت حركة الملاحة الجوية وتعرض المهبط والمنفذ الجوي الوحيد في العاصمة لأضرار مادية فضلاً عن أضرار ببعض الطائرات.
حينها خرج المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة في مؤتمر صحفي قائلاً إنه يعلم تماماً هوية من قام بقصف مطار معيتيقة مرتين، مهدداً إياه بأنه سيسميه بالاسم لو هو أقدم على تكرار فعلته.
كان لهذا التصريح الحاد فعل السحر، فالحركة داخل المطار سارت بانسيابية والطرف الذي يعلمه سلامة والبعثة والمجتمع الدولي والناس أجمعين توقف عن ممارسه جنونه، والعزف على آلات (الدوشكة والغراد والراجمات) خوفاً من ملاحقة دولية أو (تشنيع سلامة به أمام رؤوس الأشهاد).
المبعوث الأممي لم يصدر بياناً شديد اللهجة باتجاه الأطراف المتقاتلة هذه المرة، سواءٌ الجيش الوطني أو المجاميع المسلحة مختلفةُ التوجه والأيديولوجيا التي تقاتل تحت راية حكومة الوفاق يلزمها ترك سلاحها والانطلاق في جولة مفاوضات تفضي لاتفاق على غرار ما حدث في الزاوية شهر سبتمبر الماضي، فلماذا يا ترى؟
سلامة هذه المرة ملتزمٌ الصمت غالبا، عدا حالات معدودة مارس فيها التغريد عبر منصته الشخصية في تويتر، دعا فيها إلى إنهاء القتال وحثّ على الحل السياسي وترك الخيار العسكري رأفة بالسكان المدنيين، لكن الصوت الواضح في طرابلس هو صوت أزيز رصاص الكلاشنكوف، وصفير الغراد وهزات الراجمات، والواضح حتى اللحظة كذلك أن دور البعثة الأممية مُحجّم وأن الدائرة التي يتحرك فيها سلامة ضيقة ولا تسمح له باستعمال أدواتِ الترهيب وجر المتقاتلين إلى مائدة المفاوضات.