هل يستمر ترامب ب”إدارة الظهر” لليبيا؟.. 20 يناير سيُجيب
218TV| خاص
تُقلّب الصحف الأميركية منذ عدة أيام توقعاتها بشأن “المضمون المحتمل” لخطاب حالة الاتحاد الذي يتعين على كل رئيس أميركي أن يُلقيه سنويًا أمام جلسة مشتركة لمجلسي النواب والشيوخ في العشرين من يناير من كل عام، إذ من المرجح أن يظهر الرئيس الأميركي دونالد ترامب بعد أيام قليلة ليلقي “ثاني خطاب له عن حالة الاتحاد” منذ انتخابه رئيسا للولايات المتحدة الأميركية، فيما يتردد فعليا أن ما سيلقيه ترامب بعد أيام هو “أول خطاب”، فخطابه الأول، لم يكن قد مضى على تنصيبه رئيسا سوى عشرة أيام.
دول عدة حول العالم “تُصْغي” من باب “ترتيب الأولويات” إلى خطابات الاتحاد الأميركي الذي يُخصّص جزءا كبيرا منه إلى منطقة الشرق الأوسط، والبؤر الساخنة الأخرى حول العالم، لكن الليبيين جل ما يعنيهم في الخطاب المرتقب لترامب انتظار ما إذا كان ترامب ولو “بجملة عابرة” سيتذكر ليبيا، التي قال سلفه باراك أوباما إن “أسوأ أخطائه” كانت التدخل في ليبيا لإطاحة نظام العقيد معمر القذافي.
ليس معروفا ما إذا كان ترامب أو إدارته الغارقة في “مماحكات داخلية” تمتلك مقاربة خاصة بالشأن الليبي، أو ما إذا كان المستنقع الليبي يحظى ب”اهتمام أميركي”، فاللافت أنه منذ انتهاء مهمة المبعوث الأميركي الخاص إلى ليبيا جوناثان وينر فإن واشنطن لم تكن معنية بإيفاد أي مبعوث جديد، ولم تسم أي خلف لوينر، في مؤشر على “نفض الأيدي” الأميركية من “الوحل الأميركي”، في ظل عدم وجود أي مؤشرات ل”التفاتة أميركية” للملف الليبي الذي يقترب من “الغياب التام” عن خطاب ترامب.
تستطيع واشنطن أن تفعل الكثير إزاء الحالة الليبية، لكنها لأسباب غامضة تتجنب “التورط فيه”، مكتفية ب”غارات جوية” عن بعد ضد أهداف داعشية في الصحراء الليبية، ودون أن تقول حتى الآن إنها على وشك بلورة “موقف واضح” مما يجري في ليبيا، فيما يمكن لفت الانتباه أيضا إلى أن الإدارة الأميركية تخلو من “صديق لليبيا” يستطيع أن يضيف إلى خطاب حالة الاتحاد “فقرة ليبية”، ولو من قبيل “ذر الرماد في العيون”.
يحلو لأوساط عارفة القول إنه ما من حاجة إلى أن يسهر الليبيين حتى ساعات الفجر الأولى –الساعة الرابعة فجرا بتوقيت المنطقة- لمتابعة خطاب ترامب، فهذا الخطاب “لا ناقة لهم فيه ولا جمل”، فعلى الأرجح فإن ترامب سيُخصّص خطابه للاستعراض السياسي، والتباهي، ولإثبات أنه “صاحب عقل”، بعد أن سلبه إياه كتاب “النار والغضب”، الذي يثر جدلا حادا في الداخل الأميركي.