هل يختبئ زعيم داعش الإرهابي في ليبيا؟
تقرير 218
أعاد ظهور زعيم تنظيم داعش الإرهابي أبوبكر البغدادي، الأضواء على ملف مكافحة الإرهاب، وكانت ليبيا من ضمن الدول التي يعمل داعش على إعادة صفوفه، بعد الهزائم التي تلقّاها في العراق وسوريا.
إلا أن الظهور الجديد، أثار الجدل في ليبيا، بين من أشار أن البغدادي متواجد في ليبيا، وبين من قال أنه ليس بعيدا عن الأراضي الليبية، ورُبّما يكون في مواقع تابعة للتنظيمات الإرهابية في شمال أفريقيا.
وأزاح هذا الخروج المفاجئ لزعيم التنظيم الإرهابي، الستار عن الأخبار التي كانت تقول أنه قُتل في سوريا أو في الحدود السورية العراقية، وكشفت أنه لم يُقتل، ما يجعل العالم يُعيد حساباته في ملف محاربة الإرهاب واجتثاثه من المنطقة.
مرت خمس سنوات على اول ظهور لأبوبكر البغدادي، وكانت المرة الأولى له، في العام 2014 حين ظهر في العراق، بمدينة الموصل.
ترامب وحفتر ومكافحة الإرهاب:
في إعادة قراءة المشهد المتسارع في ليبيا، والذي كان أبرزه الجلسات التي عقدها مجلس الأمن الدولي، بشأن الأوضاع الميدانية في ضواحي العاصمة طرابلس، وتردّده لأكثر من مرة، على قرار مُوحّد لأعضائه حول وقف العمليات العسكرية، تطلّ الأسئلة برأسها وتُعيد المحاولة لفهم المواقف الدولية، والتي كان منها الموقف الأمريكي الروسي على وجه الخصوص، لأول مرة. هل كان مجلس الأمن الدولي يملك معلومات حول أنشطة إرهابية أو جماعات متطرفة في ليبيا؟ وكان سبب تردده أن ليبيا ما تزال تُشكّل موقعًا قد يلجأ لهُ أنصار داعش أو زعيمهم أبو بكر البغدادي؟
وحول اتصال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالمشير خليفة حفتر، أيضا يُمكن أن تحضر التكهّنات المُمكنة، في غياب رؤية واضحة، وتطرح هي الأخرى أسئلتها، هل وصلت معلومات للرئيس الأمريكي بخصوص لجوء قادة بارزين لداعش في ليبيا؟ ولهذا كان الاتصال بينه وبين المشير، حول مكافحة الإرهاب في ليبيا.
ليبيا حاضرة في ظهور البغدادي:
وجّه البغدادي في مقطع الفيديو الذي ظهر فيه جالسًا، مع عدد من أنصاره مُلثّمين، كلمة لأتباعه في ليبيا، خلال حديثه عن الهجوم الذي تعرّضت له بلدة الفقهاء، الذي أثنى عليه وطالب أتباعه بأن يُقاتلوا وأن يستنزفوا الجيش الوطني، الذي يسيطر على الجنوب الليبي.
وغير ذلك، كشف المقطع عن قيام أحد الذي أخفوا وجوههم، بعرض ملفات الدول التي يتواجد فيها عناصر داعش، على البغدادي، وكان منها ليبيا وتونس وسيناء المصرية واليمن ووسط أفريقيا وتركيا وخرسان وغرب أفريقيا وسوريا والعراق.
مقطع الفيديو قديم:
أشار الباحث في معهد “الحزار الإستراتيجي” أمارناث أماراسينغام في تصريح لوكالة فرانس برس، أن الفيديو الذي ظهر فيه زعيم داعش، قديم وتم تصويره مند مدة طويلة، بسبب ذكره لمواقع مثل سريلانكا والسودان.
وأضاف أماراسينغام، أن البغدادي في إشاراته للأماكن التي انهزم فيها التنظيم، حاول أن يقول لأتباعه أن هذه الهزائم يُمكن تخطّيها، وأن ما حدث كان متوقعًا، ليخفي أثر الهزيمة الكبيرة التي تكبّدها داعش في المنطقة.
وأكد خبير الحركات الجهادية هشام الهاشمي للوكالة الفرنسية، أن الذي ظهر في مقطع الفيديو هو زعيم داعش، وأن الحركات ومخارج الحروف والشكل، تؤكد أنه ما يزال على قيد الحياة.
وأوضح الهاشمي في تصريحه، أن”ثقل في حركة يده اليمنى وعدم التفاته إلى اليمين، ما يؤكد ما نشر في 2016 بأنه أصيب في يده اليمنى”، بسحب تصريحه لوكالة فرانس بس.