هل وقعت مبادرات حل الأزمة الليبية في فخ التشكيك والانتقاد؟
سلّطت صحيفة الشرق الأوسط، على ملف المبادرات التي طُرحت لحل الأزمة الليبية، وما قابلها من انتقادات والتشكيك فيها، على مدار الأعوام الماضية.
وأوضح رئيس لجنة المصالحة بالمجلس الأعلى لقبائل ليبيا، زيدان معتوق الزادمة، للصحيفة، قوله: “قطاعات كبيرة من الشرق الليبي ترفض مبادرة صالح”، التي طرحها رئيس مجلس النواب عقيلة صالح.
وأشار الزادمة: الحل الذي يتفق عليه كثير من الليبيين يكمن في استمرار الالتفاف خلف الجيش الوطني ومساندته في معركة استرداد العاصمة والدولة الليبية والحفاظ على سيادتها”
ورأي رئيس لجنة المصالحة بالمجلس الأعلى لقبائل ليبيا ، أن الحل العسكري هو الخيار الحاسم لما تعيشه بلادنا من فوضى مسلحة.
ورفض الزادمة في حديثه لـ”الشرق الأوسط”، دعوة رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج للحوار، مضيفا “لا يملك قراره في ظل تغوّل الميليشيات المسلحة والجماعات الإرهابية التي اختطفت العاصمة” ومتسائلا: “كيف نعوّل على التحاور مع حكومة مرهونة لتركيا وقطر؟”.
وكان لعضو مجلس النواب بطبرق زياد دغيم، رأيي آخر بخصوص المبادرات التي طُرحت، حيث أوضح للصحيفة، بقوله: “لا يتوقف على نجاح مبادرة صالح أو دعوة السراج فقط، بل بقدرة المجتمع الدولي على توظيف الأجواء الإيجابية المتمثلة بتأكيد سعي تلك القيادات نحو الحل السياسي”.
وأضاف دغيم: “أن الشارع كالعادة منقسم بين قطاعات غير متفاعلة مع المبادرات السياسية وأخرى مهتمة، بينما يقف هو شخصياً مع فريق ثالث ويتفاءل لكن بحذر مما قد تحمله الأيام المقبلة على صعيد الحلول السياسية”.
أما الكاتب والصحافي الليبي سفيان قصيبات، أشار إلى أن المبادرات التي قُدّمت اقتصرت في الأغلب على النخبة السياسية، ولم تحظى باهتمام الشعب الليبي.
وأوضح عضو مجلس النواب بطرابلس نعيم الغرياني، للصحيفة، “المدنيين يبحثون عن الحماية من القذائف التي تتساقط فوق رؤوسهم من قبل “القوات الغازية”، وليس التفكير في المبادرات.
ووصف الغرياني المبادرة التي طرحها عقيلة صالح، بأنها مناورة سياسية، اضطر صالح إلى اللجوء إليها بعد سيطرة قوات الوفاق على مدينتي صبراتة وصرمان ومدن أخرى.
وأشار رئيس حزب الجبهة الوطنية عبد الله الرفادي، عن المبادرات أنها لم تنجح في تفال الشعب معها، واصفا مبادرة عقيلة صالح ودعوة فائز السراج، لم تقدم أي جديد للشعب الليبي. وفقا لحديثه للصحيفة.
وأضاف الرفادي: “المبادرات الجادة تحتاج إلى إرادات قوية للتحاور حولها وتنفيذها حال التوافق عليها، فضلا عن توفير الأرضية المناسبة لها، وهو غير المتحقق حتى الآن في ظل استمرار العدوان على العاصمة، فإذا ما توقف ذلك يمكن لليبيين أن يتفقوا على حلول سياسية لكل خلافاتهم”.
ورأى أن وائل محمد، موظف بإحدى الوزارات بالحكومة الليبية، “هناك عوامل عديدة دفعت الليبيين للبعد عن المبادرات السياسية، خاصة أن أيا منها لم يثمر على مدار التسع سنوات الماضية سواء على المستوى المحلي أو الإقليمي أو الدولي”.
وختم حديثه بالقول: “أن الشعب شعر بالتهميش في ظل نشاط ما سمّاهم بالسماسرة وجماعات المصالح بكل أنحاء ليبيا، وبالتالي لم يعد يتفاعل مع مثل هذه الدعوات التي أهملت همومه ومشاكله”.