هل سينسى الليبيون “أطفال الشرشاري”؟
218| خاص
قبل أكثر من عامين انتشر مقطع فيديو لمواطنة ليبية مجهولة، وهي تتوسل إلى مختطفين مسلحين يجهزون لاغتصابها بدون شفقة أو رحمة، بل أن أحدهم كان يمارس تصويرها وهو يُهدّد الضحية بتكرار فعلتهم مع ابنتها، لكن السيدة المغلوب على أمرها لم يكن بدا من تذكير المجرمين بعبارة “عندكم ولايا” من دون جدوى، إذ أدار الليبيون وقتذاك حملة غضب ضخمة لكنها بالكاد أن تخطت أسوار منصات مواقع التواصل الاجتماعي من دون أي حركة مؤثرة في الشارع لمحاسبة الجناة، وهو ما جعل من قضية “عندكم ولايا” تمر مرور الكرام، وأن تصبح ذكرى تستعيدها “الأقلية”، فيما تلهو “الأغلبية” بأحداث وقصص جديدة.
على مدى الـ72 ساعة الماضية تأثر الليبيون على نحو واسع بقضية أطفال الشرشاري الذين عُثِر على رفاتهم، وسبحت ليبيا في حزن واسع، لكن لوحظ أن قضية أطفال الشرشاري رغم ما وفرته من أجواء صادمة وحزن واسع إلا أنه لم يتخطى أن يكون خارج أسوار الـ” Social media “، فلم يجر تنظيم أي حركة قانونية أو شعبية لدفع السلطات إلى القصاص العادل من القتلة الحقيقين الذين يستبيحون ليبيا والليبيين بـ”الدم والفوضى”، وإلى هؤلاء القتلة الحقيقيين الذين أوصلوا الليبيين إلى مرحلة بشعة من اللامبالاة، والاكتفاء بـ”بوست عاطفي” على “فيسبوك”، أسوة بـ”بيانات الساسة” التي لم يعد يلتفت إليها أحد.
المأمول ليبياً أن تبادر منظمة الأمم المتحدة، وعبر بعثاتها الأممية إلى وضع هذه الجرائم تحت نطاق “تحقيق وتدقيق دولي”، لمعرفة من الذي يُمْعن في ارتكابها، ومن الذي يُموّل مرتكبيها بحثا عن إعادة ليبيا إلى عصور الظلام والتضليل، إذ أن المطلوب من الليبيين أيضا أن ينزلوا إلى الشارع كما نزلوا ضد العقيد معمر القذافي في السابع عشر من فبراير ليقولوا له إنهم يستحقون “حياة أفضل”، ودولة مدنية قوية تقوم أول ما تقوم عليه على “أسس العدالة والمحاسبة” بدون “استنساب”.
وصلت “يد الإجرام” إلى “براءة الطفولة”، وهي براءة لا علاقة لها بـ”الكراهية والعنف” الدائرة بين أطراف ليبية، فقضية أطفال الشرشاري إذا لفّها النسيان أسوة بـ”أوجاع ليبية كثيرة”، فإن الليبيين يصبحون “شركاء في الجريمة الأساسية”، فحان الوقت الذي ينبغي فيه القول إن الليبيين يستحقون العدالة “لهم وعليهم”.