“هل سيكون كورونا شماعة تعلق عليه حكومات الدول همومنا”
سارة دراوشة
يا ترى ما هي قوة الصفعة التي سنتلقاها بعد انتهاء جائحة فيروس كورونا الذي لم ينس شبراً على وجه الأرض، مُخضِعاً العالم كله لسطوة القيود والعزل خوفاً من تفشيه.
ولد الفيروس من رحم ثاني أقوى دولة في العالم “الصين”، وتحديداً من مدينة ووهان التي اعتبرت بؤرة تفشي المرض الذي أجبر أكثر من سبعة مليارات شخص على الاختباء خلف أبواب بيوتهم خوفاً من سفاح لا يسفك الدماء، إنما ينتشر في الهواء
كورونا وحّد العالم بالبقاء في المنازل وأصبح العامل بمقام العاطل، إذ ازدادت البطالة وانهارت كبرى الشركات العالمية، ومنها من أشهرت إفلاسها بعد عقود طويلة من النجاح، أما قطاع السياحة فبات رماداً منسيا على رفوف الخوف من انتقال العدوى. بينما قطاع الطيران لم يعد سوى وسيلة ضرورية لإعادة المواطنين إلى موطن نشأتهم.
أما الصدمة التي تلقاها القطاع المتنازع عليه منذ الأزل “النفط”، فكانت الأكبر حيث وصلت العقود الآجلة للخام الأمريكي لأول مرة في التاريخ إلى ما دون الصفر، وهبطت أسعار الخام بشكل غير متوقع أبداً واستمر الفيروس المستجد بالتهام كل ما يأتي أمامه عدا عن قبض أرواح الآلاف، وتدمير القطاع الصحي نظرا لسرعة تفشيه، ومن الدول من رفعت الراية البيضاء ولوحت بالوداع.
وما زال البحث جارياً عن لقاح ينقذنا من هذا الوباء الذي لا يعرف صغيرا ولا كبيرا
وإلى الآن لم نر شيئا ملموسا إلا خسائر وإفلاس لشركات كانت دوماً في الصدارة، وقروضا ستشكل عبئاً كبيرا على مقترضيها على المدى القصير
وبعد هذا كله يا ترى كيف ستكون صفعتنا نحن المواطنين بعد هذا القاتل الشرس الذي لا يرى بالعين المجردة، والذي استطاع في بضعة أشهر أن يطيح بأكبر اقتصادات العالم وأن يهدم جهودا بُنيت في مئات السنين ,,, لكن إلى أي حقبة سيُرجعنا كورونا المصنَّف بـ”عدو البشرية” بحسب منظمة الصحة العالمية وإلى متى ستبقى آثار الصفعة مطبوعة على مستقبلنا أم سيكون كورونا شماعة تعلق عليه حكومات العالم همومنا.