هل سقوط الحكومة البريطانية.. يعني رحيل السراج؟
218TV|خاص
تعاني رئيسة الحكومة البريطانية تيريزا ماي سياسيا بشدة، وسط احتمالات ومخاطر عالية لسقوطها عن منصبها بسبب تفاعلات ملف خروج بريطانيا من عضوية الاتحاد الأوروبي، في وقت بدأت فيه دول عدة حول العالم بتقليب “خيارات واحتمالات” سقوط حزب المحافظين، وصعود حزب العمال إلى السلطة، إذ عقدت دول عربية سلسلة اجتماعات مفصلية لـ”تقييم الوضع”، و”تقدير الموقف” وفحص إمكانية تضرّر علاقات دولهم مع بريطانيا، وتأثّرها المحتمل بغياب ماي وقدوم جيريمي كوربين، لكن في ليبيا تبدو الصورة مختلفة تماما، وتقليب أوراق دفتر الأزمة البريطانية يبدو ضرباً من “الترف السياسي” لدى المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني.
يفترض ساخرون في ليبيا بأن فايز السراج رئيس “رئاسي الوفاق” –المنقسم انقساماً صامتاً من الداخل- بات يستطيع أن يتفاخر أمام مستشاريه وأعوانه وأنصار تجربته السياسية القصيرة –والعاجزة وفق اتهامات متكررة- بالقول إنه لم يكن مضطراً لبذل جهد في تطوير العلاقة مع البريطانيين، ولا “إقامة لوبي أصدقاء لليبيا” في بريطانيا، لأن لندن تعاني سياسيا، ومن المهم التركيز على الداخل الليبي، وترك شؤون بريطانيا للبريطانيين، دون أن يُعْرَف ما إذا كان أحد مستشاري السراج يمكنه تذكيره بأن بريطانيا إحدى القوى السياسية العظمى، وأن لندن هي التي تفرد “مظلة الشرعية الدولية” فوق قاعدة بوستة البحرية التي يدير منها السراج بلداً ثار شعبه ضد “نظام فاسد” قبل ثماني سنوات.
الساخرون من “الكوميديا السوداء في ليبيا” يتساءلون ما إذا كان المجلس الرئاسي لديه “تقدير موقف” بشأن التطورات التي تحصل حول العالم، أو ما إذا كان يفرق كثيرا مع السراج من يحكم بريطانيا من “التن داوننغ ستريت” ماي أم كوربي طالما يحظى بـ”المظلة الدولية”، فأغلب الظن –وفق ما يفترض ساخرون- أن السراج ووزرائه ومعهم المستشارين لا يعرفون “الوجوه الحزبية البارزة” في أكبر حزبين سياسيين في بريطانيا، وإلا لكان قد “تواصل واتصل” معهم بوصفهم “من يطبخون السياسات البريطانية في الظل”، وبوصفهم يستطيعون تبني قضية ليبيا سياسيا لتطوير مقاربة مختلفة.
يسأل ساخرون: هل يعني سقوط تيريزا ماي رحيلا لـ”رئاسي الوفاق” والسراج؟، الجواب يأتي ساخراً وبسرعة أيضا على هيئة “لا” فالساسة البريطانيون مشغولون بـ”حياة كريمة” لمواطنيهم، ومشغولون أكثر بـ”أفكار ديمقراطية لتداول السلطة وفق برنامج سياسي واضح”، وبعضهم مشغول بألا يرتفع ثمن لوح “الشكليطة” للبريطاني، وثمة في بريطانيا من يقول إن “بلاده وشعبه أولاً” فيما السراج يُقلّد البريطانيين في “إدارة الظهر” للعالم كله، والتمسك بما “يقهر الليبيين”، ويدفعهم إلى التحسّر والتطلع إلى ما عند الغير، فيما لسان حال الليبيين يقول: “ربي يصبرنا.. وخلاص”.