هل تنجح حكومة الوحدة في توفير السيولة وخفض الأسعار في ليبيا؟
دعا عضو مجلس النواب حسن الزرقاء، حكومة الوحدة الوطنية، إلى الإنصات جيداً لصوت الشارع وتلبية احتياجاته الراهنة.
وأوضح الزرقاء في تصريح لصحيفة الشرق الأوسط، على الحكومة أن لا تكتفي بتزويد السوق ببعض السلع الرمضانية أو تخفض أسعار بعضها، وإنما عليها حل المشاكل الرئيسية التي يعاني منها الجميع في ليبيا كعدم توفر السيولة النقدية بالمصارف، وهي المعاناة التي قد تزيد مع حلول شهر رمضان نظراً لما اعتاد عليه المواطنون خلاله من تبادل الزيارات وتحضير العزائم، وشراء بعض المستلزمات المنزلية والملابس الجديدة قبل قدوم عيد الفطر.
وحذّر عضو مجلس النواب، بالقول: “الليبيون رغم تفاؤلهم بابتعاد شبح الحرب وحالة الزخم والترحيب بتشكيل حكومة (الوحدة الوطنية) بعد سنوات طويلة من الانقسام، لم يستشعروا حدوث أي تغيير إيجابي في نمط معيشتهم، وإذا استمر الحال على هذا الوضع خلال الشهر الكريم سيصابون بخيبة أمل كبيرة في تلك الحكومة”.
من جهتها، اعتبرت عضو مجلس النواب ربيعة أبو رأس، في حديثها للصحيفة، إن “شعور المواطنين بانتهاء الحرب ليس كافياً لحل مشاكل المجتمع”.
وأوضحت ربيعة أبو رأس، “قطاع كبير من الليبيين يتطلع لإقرار الميزانية قبل حلول استقبال رمضان حتى تتمكن حكومتهم من صرف الرواتب والنفقات الحكومية والتنمية والدعم”.
ودعت عضو مجلس النواب، المسؤولين على استغلال قدوم شهر رمضان والعمل على نشر الخطاب الديني المعتدل عبر الخطباء وأئمة المساجد ومختلف المنابر الدينية من قنوات مسموعة ومرئية مما قد يساهم في نشر فكر التسامح ونبذ العنف والإرهاب وخطاب الكراهية.
وشدّدت ربيعة أبو رأس، على ضرورة م العمل أيضا على “تفعيل دور الحرس البلدي في مراقبة الأسواق وضبط أسعار السلع الرئيسية من خضراوات ولحوم وإقامة أسواق لتلك السلع بأسعار مخفضة لذوي الدخل المحدود والنازحين”.
من جهة أخرى، أوضحت الأمين العام لحزب الجبهة الوطنية فيروز النعاس، أن المهمة الرئيسية للحكومة هي التمهيد لإجراء الانتخابات نهاية العام الجاري، معتبرة أن أي خطوة في هذا الاتجاه ستعزز الثقة بتلك بها.
وأكدت النعاس في تصريح لصحيفة الشرق الأوسط، على أن “الاهتمام بالشق السياسي من انتخابات أو دعوات لتحقيق مصالحة الوطنية أو غيرهما يجب أن تتواكب مع المأمول من تلك الحكومة ببدء معالجة جذرية للمختنقات الحياتية اليومية، سواء فيما يتعلق بانقطاع الكهرباء أو طوابير الوقود، وشح السيولة، وتحسين الوضع الصحي بشكل عام، ولو بزيادة مراكز العزل وتزويدها بكل الإمكانيات والمستلزمات الطبية”.
وسلّط الناشط المدني بشير الشيخ، في حديثه، الضوء على أزمة انقطاع الكهرباء التي تشهدها ليبيا منذ سنوات، في ظل فشل الحكومات المتعاقبة بحلها؟
وأضاف الشيخ، الذي ينتمي إلى مدينة غات، “أهالي الجنوب يعانون كباقي الليبيين من انقطاع الكهرباء وغياب التنمية والخدمات بالإضافة إلى هشاشة الوضع الأمني فيما يتعلق بالحدود، وما يرتبط بذلك من جرائم وزعزعة للاستقرار”.
وأشار الناشط المدني، في حديثه للصحيفة، إلى أن “المواطنين هناك يتمنون أن يشعروا بأي بادرة أمل في وجود علاج لتلك الأزمات التي طالما أفسدت عليهم حياتهم خلال السنوات الماضية”.
وأعرب الناشط عن تأييده لاستعجال الحكومة لمطلب إقرار الميزانية، بقوله: “الكل متفائل ويطالبها بالكثير من الخطوات لحل المشاكل المتراكمة بداية من توفير السلع الأساسية بأسعار مناسبة خلال شهر رمضان، وما يتبع ذلك من توفير للسيولة إلى إعادة الاستقرار، لكن كل ذلك يتعطل بسبب عدم إقرار الميزانية”.
—