هل تنجح ألمانيا بما فشلت به فرنسا وإيطاليا؟
تقرير| 218
دخلت ألمانيا حيزا ساخنا عندما أعلنت أنها ستستضيف مؤتمراً دولياً حول ليبيا ولكن إذا لعبت ألمانيا أوراقها بشكل صحيح، فقد تصبح الممثل المحايد والذي غاب منذ فترة طويلة عن الجهود الرامية إلى تحقيق الاستقرار في الأزمة الليبية.
وجاء قرار المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل باستضافة المؤتمر بعد تحذيراتها من مخاطر ليبيا في الانزلاق إلى الفوضى الشبيهة بسوريا بعد اجتماع الدول الكبرى في قمة مجموعة السبع الذين اتفقوا على أهمية إيجاد حل سياسي نهائي للأزمة في ليبيا.
ورغم عقد مؤتمرات سابقة رفيعة المستوى إلا أنها فشلت بالكامل خاصة وأن مستضيفيها كانوا أطرافاً في الصراع ولهم مصالحهم الخاصة، فيما يعتبر دخول ألمانيا مؤخراً على خط الأزمة الليبية تغييرا محتملا في اللعبة.
ونأت ألمانيا بنفسها عن الصراع السياسي في ليبيا خلال السنوات الماضية واكتفت بدور المراقب والتدخل النادر في السياسة الخارجية لشمال أفريقيا، وساهمت في دعم المجتمع المدني والجهود الإنسانية وقضية الهجرة غير القانونية، إلا أن وجود ألمانيا كرئيس لمجلس الأمن أثناء بدء معركة طرابلس حمّلها مسؤولية أكبر لبذل جهد في الأزمة الليبية .
واختلفت ألمانيا عن غريمتيها فرنسا وإيطاليا اللتين فشلتا في بذل جهود سياسية دولية بسبب المصالح الاقتصادية في ليبيا أيضا، فقد أعلن قبل أيام قليلة عن خبر انسحاب أكبر وأقدم قوة اقتصادية ألمانية في ليبيا وهي شركة وينترشال للنفط والغاز ما يعني أن تدخل ألمانيا لن يكون مبنياً على مطامع اقتصادية نفطية على غرار توتال الفرنسية وإيني الإيطالية .
وستكون ألمانيا بعد قرارها باتخاذ أكبر تحرك دبلوماسي في سياستها الخارجية منذ عام 2014 تحت ضغط كبير، ويتعين عليها العمل بجد لضمان وضع جدول الأعمال الصحيح على الطاولة، إضافة لأهمية سيطرتها على إيطالية وفرنسا اللتين تسعيان لبذل جهود متوازية متناسقة منعا لألمانيا من أن تسحب البساط من تحتها حول ليبيا.