هل تسقط حكومة كونتي قبل موعد باليرمو؟
218TV|خاص
بدأت أوساط سياسية وبرلمانية إيطالية بإثارة زوابع سياسية عبر تسريبات لوسائل إعلام إيطالية بشأن “زعزعة محتملة” للفريق الحكومي الذي يقوده أستاذ القانون جوزيبي كونتي، والذي أدار منذ أسابيع عملية حشد دولية واسعة النطاق للتحضير السياسي من أجل انعقاد مؤتمر مخصص لبحث الأزمة الليبية في مدينة باليرمو الإيطالية يومَي الثاني عشر والثالث عشر من شهر نوفمبر الحالي، بحضور دولي يبدو منخفضا حتى لحظة إعداد هذا التقرير، ودون تحديد سقف التمثيل للمؤتمر من الدول التي أكدت حضورها للمؤتمر.
وبات يُعْتقد بقوة أن الحكومة الإيطالية قد تكون عرضة لـ”السقوط السياسي” على وقع خلافات وتباينات بين الأحزاب الإيطالية التي تشترك في إئتلاف حكومي هش، إذ تدور خلافات حول ملفات الهجرة إلى إيطاليا عبر مياه البحر الأبيض المتوسط، وكذلك ملفات وعناوين اقتصادية شائكة ومعقدة تُتّهم حكومة كونتي بأنها لم تُقدّم خطة متكاملة للتعاطي معها، إضافة إلى خلافات مستترة حول ملفات أخرى تخص الداخل الإيطالي بين الائتلاف الحكومي الذي توقع كثيرون ألا يُعمّر طويلا منذ تشكيل حكومة كونتي.
وبحسب أوساط تتابع المشهد السياسي الإيطالي في بلد هو الأكثر والأسرع تغييرا للحكومات حول العالم، فقد تحمل أيّ هزة سياسية في الداخل الإيطالي تبعات ارتدادية على ملف تحضير وانعقاد باليرمو، وأكثر من ذلك قدرة روما على الإمساك بالملف الليبي في ظل “حكومة ساقطة سياسياً”، ودخول البلاد في مرحلة التحضير لانتخابات برلمانية مبكرة قد تفرض مساراً جديداً داخل إيطاليا في التعامل مع الملف الليبي، لكن أوساط أخرى تعتقد أن “السقوط شبه المؤكد” لحكومة كونتي لن يكون قبل استضافة باليرمو، وإعلان نتائجه، فيما إذا سقطت الحكومة بعد ذلك فإن مؤسسات دبلوماسية وأمنية واستخبارية هي التي تتولى إدارة تعاطي إيطاليا مع ملف الأزمة الليبية، الذي تريد روما فيه “دوراً أكبر وأعمق”.