هل تخوض ليبيا حرب المستقبل الشرسة؟
نشر باحثون دراسة جديدة تشمل المناطق التي يُرجّح اندلاع صراعٍ عالمي فيها مستقبلاً بسبب نقص المياه الناتج عن التغير المناخي وارتفاع الكثافة السكانية على كوكب الأرض.
وجاء في الدراسة التي نشرها علماء في مجلة “Global Environmental Change” من مركز الأبحاث المشترك التابع للمفوضية الأوروبية (JRC) أن المناطق المعرضة لخطر نقص المياه قد تواجه هذه المشاكل بشكلٍ ملموس في غضون 50 إلى 100 عام قادمة.
واستخدم فريق من العلماء تقنية جديدة بالذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي لتحديد “الظروف المسبقة والعوامل” التي قد تؤدي إلى استنفاد موارد المياه في مناطق معينة، لاسيما المناطق ذات مصادر المياه المشتركة مع الدول المجاورة.
ورغم عدم وجود إرهاصات نزاعات وحروب عسكرية بسبب ندرة المياه، إلا أن الباحثين أكدوا أن “المنافسة على الموارد المائية المحدودة هي إحدى القضايا الرئيسية في العقود القادمة”.
ويقول الباحثون: “على الرغم من أن قضايا المياه وحدها لم تكن السبب الوحيد للحرب في الماضي، إلا أن التوترات بشأن إدارة المياه العذبة واستخدامها، تمثل إحدى القضايا الرئيسية في العلاقات السياسية بين الدول المطلة على الأنهار، وقد تؤدي إلى تفاقم التوترات القائمة، وتزيد من عدم الاستقرار الإقليمي والاضطرابات الاجتماعية”.
وكان تقرير للأمم المتحدة حذر فيه العالم بأن لديه 12 عاما فقط لوقف الاحترار العالمي قبل سقوط كوكب الأرض في أزمة حرارة شديدة وجفاف وفيضانات وفقر.
واستخدم الباحثون خوارزمية للنظر في الحلقات السابقة من الصراع والتعاون المرتبط بالموارد المائية العابرة للحدود، ثم درسوا الروابط بين المياه العذبة والضغط على المناخ، والضغط البشري على الموارد المائية والظروف الاجتماعية والاقتصادية.
ثم استخدمت هذه البيانات للتنبؤ بالمكان الذي ستحدث فيه التفاعلات المتعلقة بالمياه، سواء كانت جيدة أو سيئة.
وحدد الباحثون 5 نقاط بؤر أساسية، بما فيها نهر النيل ونهر الغانج- براهمابوترا، ونهر السند، ودجلة والفرات، وكولورادو، وكلها مناطق بها “أحواض مملوءة بالفعل بالمياه”.
وتوقع الباحثون أن “يزيد التنافس بين البلدان على المياه”.
ماذا عن ليبيا؟
لم يتحدث التقرير عن أرقام دقيقة حول كل بلدٍ معين، إلا أنه نشر خريطة تفاعلية حرارية حول مدى سخونة المناطق المعرضة لحرب المياه المستقبلية، مع تفاوت في درجة التوقعات.
وجاء أن ليبيا ستشهد احتمالاً منخفضاً لنشوب حربٍ بينها وبين جيرانها حول مصادر المياه، لكن الخبر السيئ أن جيران ليبيا من دول أفريقيا في الجنوب ستكون عرضة لإمكانية نشوب نزاعات وحروب على مصادر المياه.
وجاء من ضمن هذه الدول السودان وتشاد وإثيوبيا، ورغم أن مصر من دول حوض نهر النيل إلا أن إمكانية دخولها حرب أو نزاعات لازالت ضئيلة وفقاً للدراسة.
وأظهرت الخريطة أن ليبيا في مأمن من حرب مصادر المياه المستقبلية سواء بعد 50 عام أو حتى عام 2100.