هل بدأت مراسم تشييع جثمان مجلس النواب؟
إبراهيم الدباشي
مجلس النواب الذي انتخبه الليبيون ليمثلهم، ويشرع لهم ويصلح حالهم، قاده الجهويون والجاهلون السياسيون الى الشلل التام، وتحول الى مجرد بالوعة للمال العام تساهم في تفاقم ازمات البلاد ومعاناة المواطنين. عدم تفاعل مجلس النواب مع الاحداث وغيابه عن الساحة السياسية المحلية دفع الناس الى تناسي وجوده الافتراضي الذي لم يستطع اثباته باي تشريع او مبادرة منذ فترة طويلة.
فشل مجلس النواب في جمع اعضائة واصدار بعض التشريعات الملحة، دفع السيد غسان سلامة الممثل الشخصي للامين العام للامم المتحدة الى تحذيره علناً من داخل مجلس الامن قائلاً:
“استنفدت كل الطرق التقليدية في سبيل الدفع بالعملية التشريعية إلى الأمام. وإلى يومنا هذا، لا تزال هذه الطرق إما مسدودة أو أنها مصممة بحيث لا تفضي إلى أية نتيجة.
فإذا لم يتم تشريع القانون قريباً، فإننا لن نستمر في هذا النهج، إذ ثمة سبل أخرى لتحقيق التغيير السياسي على نحو سلمي وسوف نتبناها دون تردد، وبكل حماس بالتأكيد”.
اعتقد ان قرارات الاصلاح الاقتصادي التي صدرت اليوم برعاية السيد سلامة تدق اول مسمار في نعش مجلس النواب الذي
استعيض عنه بالمجلس الرئاسي في فرض الرسوم على بيع النقد الاجنبي، ومن المتوقع ان يتم الاستعاضة عنه في اصدار التشريعات اللازمة للانتخابات قريباً.
صحيح ان ما يجري مخالف للقانون ولكن استُنفِذت كل السبل للعمل وفقا للقانون من خلال السلطة التشريعية المعطلة.
وهذه الاجراءات التي اتخذت والتي قد تتخذ اصبحت مشروعة اخلاقياً لانهاء معاناة الناس واحياء العملية الديمقراطية، خاصة وان كل السلطات الليبية تعيش وتعمل خارج نطاق القانون منذ عملية فجر ليبيا.
اعتقد ان جثمان مجلس النواب سيشيع قريباً اذا قرر الانتحار واستمر في العبث واضاعة الوقت ولم يضع الاساس الدستوري للانتخابات ويصدر قانونها، فالمجتمع الدولي يبدوا مصمماً هذه المرة على مساعدة الليبيين للخروج من قبضة العابثين اينما كان موقعهم.