هل بالغنا في معاداة {الإخوان}؟
مشاري الذايدي
لاحظت محاولات من طرف «محبي الإخوان» لكبح الزخم السعودي تجاه الجماعة، وأطراف الجماعة، الظاهرة والباطنة، وما أكثرها!
هذه المحاولة تحاول الإفادة من الضجيج العالي ضد السعودية بفعل الحملة الرافعة لقميص جمال خاشقجي، وآخر أمر يهمم حقاً الحصول على الحقيقة العدلية الجنائية، بل توظيف الأمر لحاجات في نفس يعقوب.
يعقوب هنا… أو يعقوبات! يريد عرقلة الإقدام السعودي في محاربة جماعة الإخوان، أخطر «شبكة» دولية في العالم، على طريقة: «خلاص يا جماعة، يكفي حكي عن الإخوان، بالغنا شوية حبة أو حبتين!».
الواقع عكس ذلك، فنحن، وسبق الحديث هنا على مدى سنوات عن هذه المعضلة، نجد حديثاً غزيراً عن خطر الإخوان، وهذا أمر حسن، لكن قليلاً منه الذي يعمل على تكوين وعي حقيقي، ودائم، وغير موسمي، ضد خطر الفكر والثقافة الإخوانية، يعني غلبة للكم على الكيف.
على كل حال، ولي العهد السعودي، عراب الرؤية وقائد الحرب على التطرف، شدّد في أول كلمة له بعد الحملة الإعلامية الشعواء على السعودية، عقب مشكلة خاشقجي، بمؤتمر الاستثمار بالرياض، وكان كلامه واضحاً: مستمرون في الحرب على التطرف، وطبعاً الإخوان هم رحم التطرف الأول، بالمكر حيناً، ولين الكلام، ورطانة الحريات، وبالخشونة وصريح الكلام حين يكون الوقت مناسباً.
وقد كان الوقت مناسباً أثناء يقظة الحلم الإخواني الدفين، في موسم الفوضى أو الربيع الإخواني من ديسمبر (كانون الأول) 2010 إلى نهاية الحلم في 2014.
نتذكر الصور التالية:
يوليو (تموز) 2012، لم يملك القيادي الإخواني الحمساوي «الشيخ» إسماعيل هنية جماح عاطفته وخطب من غزة، من فوق منبر الجمعة: «وصول الإخوان للسلطة في مصر وتونس، هو بداية الخلافة الإسلامية».
13 نوفمبر (تشرين الثاني) 2011، «النهضاوي» التونسي حمادي الجبالي بمهرجان احتفالي لحركة النهضة بمدينة سوسة، بشر ببداية «الخلافة الراشدة السادسة». وفي تلك السنة أيضاً، القيادي الإخواني اليمني عبد المجيد الزنداني قال للحشود بصنعاء، إنه يرى صباح الخلافة الإسلامية يطل من كل مكان في العالم الإسلامي، ووصول مرسي بشارة الخلافة.
الواقع أن مشوار السعودية بمجابهة الإخوان ليس وليد العهد الحالي، بل من عهد الملك عبد الله، ففي7 مارس (آذار) 2014، أصدرت اللجنة السعودية لائحتها الشهيرة المبنية على الأمر الملكي السابق، للمرحوم الملك عبد الله، التي تضمنت تصنيف جهات بأنها إرهابية، في مقدمتها: جماعة الإخوان المسلمين.
هل يمكن القول، يكفي الحديث والعمل على مجابهة البطالة والفساد والتلوث، «خلاص أزعجتونا»! الأمر نفسه والعزم نفسه والاستمرارية نفسها، يجب أن تكون في وقاية الناس من الداء الإخواني العقلي والنفسي.
آخر كلمة؛ مواجهة الإخوان، ثقافة وسياسة وتربية، ليست حالة موسمية أو خطوة سياسية تكتيكية، بل «فلسفة» حياة جديدة… ودائمة.
عن: الشرق الأوسط اللندنية