هل انتهت اللعبة؟
حيدر حسين علي
في الـ9 من نيسان عام 2003 كنت في العاصمة العراقية بغداد أتابع أخبار الشارع الذي امتلأ بالهامفيات والدبابات والمدرعات الأميركية من جهة، والموقف خارج العراق من جهة ثانية.
ولفت انتباهي حينها تصريح أدلى به محمد الدوري مندوب العراق الدائم بالأمم المتحدة التابع لنظام صدام حسين الذي رد بكلمتين اثنتين فقط لخصتا واقع الحال لدى سؤاله من قبل وسيلة إعلام أجنبية ما هو الموقف الآن سيادة السفير؟ ليرد: انتهت اللعبة!
واليوم وبعد مرور نحو 16 عاما أتابع تطورات الأوضاع في ليبيا وأشاهد الأمر يتكرر ولكن بمعطيات مختلفة غير أن النتيجة واحدة أو ستكون واحدة على ما يبدو.
ففي العام 2003 زحف جيش أميركي نحو العاصمة العراقية بغداد لإسقاط نظام صدام حسين فيما شهد العام 2019 تحرك جيش وطني ليبي صوب العاصمة طرابلس؛ لإسقاط نظام رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق فائز السراج الذي لم يحظ بالشرعية الداخلية المتمثلة بمجلس النواب واستعاض عنها بشرعية دولية أدار من خلالها مناطق معينة من البلاد منذ العام 2016 وحتى الآن.
ورغم الفرق الشاسع بين الجيشين وأهدافهما وهويتهما إلا أن النهاية التي لاحت في أفق بغداد عام 2003 بدأت تلوح في أفق طرابلس عام 2019 لأن نظام صدام حسين فقد شرعيته داخليا وخارجيا فسقط وانتهت لعبته وفقا للدوري، فيما بدأ نظام السراج بالترنح بعد الضربات التي تلقاها من الداخل عبر الجيش الوطني، ومن الخارج الذي شرع في عملية التخلي عنه تدريجيا بعد أن كشفت المعطيات الجديدة أنه نظام يستعين بالمرتزقة والدواعش القادمين من شتى أصقاع الأرض لا لشيء سوى للبقاء على رأس السلطة.
واليوم أنتظر، أنا وغيري من المراقبين للمشهدين العراقي والليبي وسكان ليبيا، ظهور المندوب الدائم للمجلس الرئاسي لحكومة الوفاق بالأمم المتحدة المهدي المجربي ليقول: انتهت اللعبة، أو ليقول أي عبارة أخرى تعبر عن ذات المغزى إلا أن السؤال الذي سيبقى مطروحا هل انتهت لعبة فائز السراج كما انتهت من قبلها لعبة صدام حسين؟ وإن اختلفت المعطيات والزمان والمكان أم ما زال في القوس منزع؟