هل أطفأت الأمم المتحدة محركاتها لتعيين خليفة لكوبلر؟
عبدالعزيز محمد
الأجواء الساخنة التي عاشتها أروقة الأمم المتحدة بشأن البحث عن “خليفة” للمبعوث الأممي إلى ليبيا مارتن كوبلر، لم تعد كذلك، فمنذ أن أطاح “الفيتو الروسي” بالمرشح الأميركي ريتشارد ولكوكس، وقبله رفض الولايات المتحدة لترشيح السياسي الفلسطيني سلام فياض، لم يُطرح أي اسم حتى الآن، وفق متابعين للملف الليبي.
وتقول أوساط دولية أن كوبلر حاول جاهدا خلال ولايته تحريك “الجمود السياسي” في ليبيا، إلا أنه غالبا يصطدم برفض واتهاماتٍ بالانحياز لطرف دون الآخر، وتقديم مبادرات لا ترتقي لحجم الأزمة، ومع ذلك بقي كوبلر “يصول ويجول” في ليبيا والدول المؤثرة بأزمتها لترك بصمةٍ تُذكر بأنه استطاع الدفع بحل عجزت عنه دول.
لكن العديد من المتابعين يتساءلون، أنه وبعد انتهاء ولاية كوبلر نهاية الشهر الحالي، ماذا تخبئ الأمم المتحدة في جعبتها لليبيين؟، فالمناكفات الدولية وخاصة بين واشنطن وموسكو وصلت إلى منصب المبعوث الأممي إلى ليبيا، ومُحال أن يكون خليفة كوبلر “المُنقذ” للحوار الليبي إن استمر الصراع الدولي بهذا الشكل، واستمر تغييب المصالح الليبية وحاجة البلاد الماسة لإنهاء أزمتها التي طالت.
وترى مصادر متابعة للملف الليبي، أن التراخي الأميركي في الملف الليبي يقابله اهتمام روسي متزايد، بل أن موسكو ستدفع بثقلها هذه المرة لتعيين مبعوث يمثل وجهة نظرها بشأن ليبيا، أو على الأقل التخفيف من هيمنة الرأي الأوروبي الأميركي على ملف ليبيا بشكل عام، وهذا الأمر مرفوض أوروبيا، لكن واشنطن لا ترغب في تحمل أعباء جديدة.
ويؤكد مهتمون بالشأن الليبي، أن ليبيا ستبقى تنتظر خطوات جدية ونوايا صادقة لتحريك “المياه الراكدة” وإنهاء معاناة لم يدفع ثمنها أحد أكثر من المواطن الليبي الذي يئن تحت وطأة غلاء الأسعار وقلة السيولة وانقطاع الكهرباء ونقص الأدوية، ولسان حالة يقول “الله غالب”.