هل أحبطت “أقوى امرأة” في واشنطن.. عزل ترامب؟
218TV | خاص
بسرعة “لافتة ومحيرة” تمكن مجلس النواب الأميركي من إحباط مشروع فاجأ الرأي العام الأميركي لإطلاق إجراءات عزل الرئيس الأميركي دونالد ترامب على خليفة إساءاته لعضوات في مجلس النواب من أصول أفريقية، إذ لوحظ أن عددا كبيرا من أعضاء مجلس النواب الذين ينتمون للحزب الديمقراطي الذي لديه أغلبية طفيفة قد أيدوا رفض إطلاق إجراءات عزل ترامب من منصبه، فيما يُعتقد أنه لـ”أقوى امرأة” في العاصمة واشنطن وهي رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي دور حاسم في عرقلة إطلاق إجراءات تنحية ترامب.
وسرعان ما أطل الرئيس الأميركي دونالد ترامب عبر تغريدة على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي “تويتر” قائلا إن هذا الوضع لا ينبغي أن يحصل أبدا مع رئيس للولايات المتحدة الأميركية، معتبرا أن هذا الوضع “انتهى” في إشارة ضمنية إلى الرفض الكبير داخل مجلس النواب لإطلاق إجراءات عزل ترامب، إذ صوّت نحو 332 نائبا ضد بدء إجراءات برلمانية لتنحية ترامب، فيما لم يتجاوز عدد المؤيدين 90 نائباً .
وعزل الرئيس ممكن في أي وقت من ولايته لكن وفقا لإجراءات محددة لا تخضع لأي تأويل أو تسريع، وهو حق حصري أوكله الدستور الأميركي إلى ثلاث جهات هي مجلس النواب أولا، ثم مجلس الشيوخ، والمحكمة الفيدرالية العليا، إذ يستحيل أن يتغول طرف من هذه الأطراف على أي إجراء منصوص عليه يستهدف “عزل الرئيس”.
كيف يمكن عزل الرئيس؟
يبدأ الأمر باتهام يوجهه مجلس النواب للرئيس في واقعة أو وقائع محددة تتعلق بالكذب والتزوير والخيانة الوطنية، وبعد الاتهام يمكن الانتقال إلى الخطوة التالية وهي “الخطوة الحاسمة” فعليا، إذ تنعقد محاكمة حقيقية في جلسة لمجلس الشيوخ يرأسها أقدم قاض في المحكمة الاتحادية، وهو عمليا رئيس المحكمة، إذ يشرع في محاكمة الرئيس طبقا للاتهام الموجه إليه، ويتم استدعاء شهود، وإبراز أدلة، ثم يُقفل رئيس الجلسة المحاكمة ويحيل الأمر لتصويت الشيوخ على مهمة عزل الرئيس.
التصويت نفسه على العزل مُقيّد دستوريا بموافقة ثلثي أعضاء مجلس الشيوخ، وإذا لم يحصل قرار العزل على هذا العدد، يتم إعلان “براءة الرئيس”، ولا يحق توجيه الاتهام عن نفس الواقعة خلال الولاية الرئاسية ذاتها إلا بحصول “اعترافات أو أدلة جديدة”، علما أن التصويت على قرار عزل الرئيس إن حصل على الثلين فإن الرئيس يصبح معزولا بـ”أثر فوري، وتُنْقل صلاحيات الرئاسة إلى نائبه لإكمال ولايته الرئاسية، لكن من حق مجلس الشيوخ نقل صلاحيات الرئاسة إلى رئيس المجلس، أو وزراء في الجهاز التنفيذي طبقا لترتيب معين، لكن عليهم أن يستقيلوا من مناصبهم.
هل حصل من قبل؟
لم يحدث في تاريخ الولايات المتحدة أن عُزِل رئيس من منصبه، لكن إجراءات التصويت حصلت بحق رئيسين من قبل هما أندرو جونسون وبيل كلينتون، لكن الرغبة بعزلهما لم تحصل على شرط الثلثين، فيما يتفوق ترامب على جونسون وكلينتون بـ”فرصة إضافية” للنجاة من إجراءات عزله، وهو أنه يمتلك “أريحية حزبية” داخل مجلس الشيوخ، قد تقيه العزل.