نوفمبر الذهبي
خيري القاضي
بعد مخاض عسير قضّ مضجع عشاق كرة القدم الليبية، ها هو الجمهور الرياضي في ليبيا يعيش لحظات الزهو من جديد.
شهر نوفمبر كان الأكثر عطفا على الرياضة الليبية في سنة 2018 بنتائج وأرقام لن تنسى في السنوات القريبة المقبلة.
بداية الأفراح والليالي الملاح انطلقت من الساحل الجنوب الشرقي للقارة السمراء من السيشل تحديدا، حيث روض الفرسان الكرة إلى داخل شباك السيشل في ثماني مناسبات في نتيجة هي الأعرض خارج الديار.
ليأتي الدور على الأندية الليبية، ففي مشاركته الأولى في دوري أبطال أفريقيا أكرم النصر ضيافة فريق هلال جوبا الجنوب سوداني بخماسية مقابل هدف وحيد.
أما فريق الاتحاد فانتهج طريق المنتخب بفوزه على ميراكل من جزرالقمر بثمانية
كان نصيب النصف منها للجلاد محمد زعبية
كل ذلك كان قمة في الروعة والمثالية، ولكن ليست كل أشهر السنة نوفمبر وليست كل المنتخبات السيشل، ويا ليت كل الأشهر نوفمبر
نوفمبر المثالي قد يأتي بعده ديسمبر الأسود عندما تواجه أنديتنا فرقا أقوى في الدور المقبل في مسابقتي أفريقيا ومارس الماكر عند مواجهتنا المصيرية مع جنوب أفريقيا وإذا ما استسلمت الكرة الليبية لعدوها الأول، وهو الاكتفاء والعيش على أطلال نتائج فورية دون التخطيط للمستقبل القريب
فبهذه البنية التحتية غير الموجودة أصلا، والرزنامة الشائكة والتعصب المقيت لن نمضي بعيدا وسنبقى رهناء مزاجية النتائج من الفينة للأخرى.
كل ما نحتاجه هو انصهار الجميع في بوتقة المسؤولية على جميع الأصعدة، وبالأخص سياسيا. ففي بلادي تعامل الرياضة كاليتيم
ألم يعي الساسة القابعة عقولهم في مقبرة الوهم أن الرياضة هي سر سعادة الشعوب
ألم يدركوا أن وضع يد أحدهم على كتف بطل رفع اسم ليبيا عاليا أفضل ألف مرة من مصافحة وطني زائف او يد مرتجف قتل أخاه الليبي