“نورلاند” يكشف عن موقف واشنطن من تحرّك “حفتر” نحو طرابلس
كشف سفير الولايات المتحدة لدى ليبيا، ريتشارد نورلاند، أن بلاده حاولت إنهاء هجوم المشير خليفة حفتر على طرابلس، من خلال تقديم بعض الأفكار والمقترحات التي يمكن للسلطات في طرابلس النقاش حولها، خاصةً ما يتعلق بالتشكيلات المسلحة وتوزيع إيرادات الدولة وجماعة الإخوان المسلحين والمتشددين.
وقال “نورلاند”: المشكلة أن “حفتر” أدار ظهره لكافة هذه المقترحات والمبادرات، وما كان يمكن أن يتوقف هذا الهجوم لـ”فاغنر وحفتر”، سوى التدخل التركي في نهاية المطاف، مضيفاً أنه يعتقد أن “حفتر” لم يكن معه الحق في القيام بهذه العملية، والولايات المتحدة سعيدة بانتهاء هذا الهجوم على طرابلس.
وحول حقيقة حصول القيادة العامة للجيش الوطني على ضوء أميركي للتوجه إلى طرابلس، كان المبعوث الأممي السابق غسان سلامة قد كشف في تصريح لـ218 إن الأمين العام عقد وقتها اجتماعاً مطولاً مع حفتر في بنغازي علموا من خلاله عن حصول القيادة العامة للجيش على ضوء برتقالي من الولايات المتحدة لدخول طرابلس.
وكشف أن حفتر ومستشاره أكدا تواصل القيادة هاتفياً مع مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق جون بولتون، أعرب فيه الجانب الأمريكي عن عدم معارضته إعلان الحرب في طرابلس، مضيفاً: “وقالوا لهم إن كنتم تريدون حرباً فعليكم القيام بذلك بسرعة”.
وأشار سلامة إلى أن “أمريكا لم تُحرض على قيام الحرب في طرابلس، لكنها كانت على علم بها قبل الإعلان عنها ولم تعارضها”، مؤكداً أن الأمم المتحدة ليس لديها جهاز استخبارات، ولا تعلم إلا ما تخبرها به الدول نفسها.
وحول رأيه بخصوص التواصل بين أفراد من إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب مع “حفتر”، واتخاذ خطوات لتصنيف “الإخوان” جماعة إرهابية، قال السفير الأمريكي إن البعض تصور أن واشنطن تعطي رسائل متناقضة.
وأضاف: “من جهة نظري، أن سياستنا كانت محددة، وتمثلت في ضرورة إنهاء الهجوم واللجوء إلى التفاوض، ولكن طرابلس كانت تحت وطأة العديد من الأزمات، وفي مقدمتها مشكلة التشكيلات المسلحة، وتصور البعض أن هذا يستلزم القيام بعمل عسكري. ورغم ما قد يبدو ظاهريًا من تباين وتناقض في المواقف الأمريكية؛ إلا أن جهودنا انصبّت في العامين ونصف الأخيرين على إنهاء هجوم حفتر”.
وأشار إلى أن الجانب الأمريكي في ظلّ قيادة الرئيس جو بايدن، يؤمن بأن ليبيا تستطيع أخيرًا تحقيق تقدّم يخرجها من دوامة الفوضى، والانطلاق نحو الديمقراطية.