نورلاند يحذر معرقلي السلام في ليبيا بفرض العزلة عليهم
قال السفير الأمريكي لدى ليبيا ريتشارد نورلاند إن الخروج من المأزق السياسي الحالي في ليبيا يكمن من خلال تنظيم انتخابات في أسرع وقت ممكن، مشيرًا إلى أنه من الممكن أن تحدث في وقت أقرب مما يعتقده معظم الناس، موجهًا تحذيرًا شديدًا لمعرقلي عملية السلام في ليبيا حيث هددهم بفرض العزلة عليهم.
ورفض نورلاند، خلال مقابلة أجراها مع صحيفة “الشرق الأوسط”، تحديد موقفه من الحكومة الليبية برئاسة فتحي باشاغا وحكومة الوحدة برئاسة عبد الحميد الدبيبة، ففي رد على سؤال حول ذلك قال السفير الأمريكي إن الليبيين هم المسؤولون في نهاية المطاف عن إيجاد حل للمأزق السياسي الراهن واستكمال مرحلة الانتقال السياسي بوطنهم، مضيفًا أن هناك فرصة لتعزيز الحكم الرشيد من خلال التعاون بخصوص إدارة عائدات النفط الليبية.
ورأى نورلاند أنه يجب عدم السماح بوقوع حوادث مشابهة لما حدث في العاصمة طرابلس في الـ17 من مايو الماضي في أي مكان من ليبيا، لافتًا إلى أنه بدلا عن ذلك يجب على القوى السياسية المتنافسة تهيئة الظروف لإجراء انتخابات في أقرب وقت ممكن.
وأشار إلى أن المستشارة الأممية بشأن ليبيا ستيفاني ويليامز أبلغته بإحراز تقدم في المحادثات الدستورية في القاهرة، معبرًا عن أمله في أن يقوم مجلسي النواب والدولة بتمكين وفديهما من التوصل إلى اتفاق عند استئناف المحادثات في 12 يونيو وهو من شأنه أن يعطي دفعة كبيرة لعملية الانتخابات.
ورحب السفير الأمريكي لدى طرابلس بجميع المرشحين المؤهلين لخلافة المبعوث الأممي إلى ليبيا يان كوبيتش، مضيفا بأن تركيز الولايات المتحدة ينصب على دعم ويليامز في إنجاح محادثات القاهرة القادمة.
وفي جوابه على سؤال يتعلق بما يتداول من أنباء حول سحب عدد من عناصر فاغنر من ليبيا للقتال في أوكرانيا؛ رأى نورلاند بأن وجود هذه المجموعة في ليبيا يقوض الاستقرار، فقد انتهكت حظر الأسلحة المفروض كما أن الألغام التي زرعتها لا تزال تشكل خطرا على حياة المدنيين، مشددًا على ضرورة مغادرة جميع المقاتلين والمرتزقة الأجانب لليبيا بما فيهم فاغنر والمرتزقة السوريين ، انسجامًا مع اتفاق وقف إطلاق النار لعام 2020 وقرار مجلس الأمن رقم 2570.
ولفت المبعوث الأمريكي لليبيا إلى تقارير تفيد بانسحاب بعض قوات فاغنر من ليبيا، مستدركًا القول بأن أنشطة فاغنر المزعزعة للاستقرار في ليبيا لا تظهر بوادر للتراجع.
وكشف نورلاند عن وجود اتصالات بين بلاده وأنصار النظام السابق، منتقدًا ترشح نجل القذافي سيف الإسلام للانتخابات لأنه وجهت إليه اتهامات بارتكاب جرائم ضد الإنسانية إلى جانب إدانته من قبل محكمة ليبية.
وعبّر نورلاند عن استعداده لدعم عملية تسريح المقاتلين وإدماج المسلحين، مطالبًا بوضع برنامج يتميز بأبعاد اقتصادية واجتماعية وعسكرية وسياسية، حاثًا جميع الجهات الفاعلة والمسؤولة على عدم الانخراط في حرب مزايدات للحصول على دعم المجموعات المسلحة.
وأضاف نورلاند بأن تربص داعش والقاعدة بليبيا ومحاولتهما الاستفادة من الاضطرابات فيها يعد بمثابة جرس إنذار للقادة الليبيين بشأن الحاجة إلى إجراء انتخابات حرة ونزيهة في أقرب وقت ممكن لتوحيد البلاد هياكلها الأمنية حتى يمكن استعادة السيطرة على الحدود، حيث ستكون الحكومة القوية قادرة كذلك على تحسين الظروف الاقتصادية والاجتماعية، خاصة في الجنوب، وبالتالي تقليل جاذبية النزعات المتطرفة، معبرًا عن استمرار دعم الولايات المتحدة ووقوفها بجانب ليبيا من أجل إقامة هياكل ديمقراطية بعد نهاية الديكتاتورية، بحسب وصفه.