نورلاند: الوضع في ليبيا “هشّ” ورحيل القوات الأجنبية “خطوة أساسية” لليبيين
أكد السفير الأمريكي لدى ليبيا ريتشارد نورلاند، أن الغالبية العظمى من الليبيين يريدون إجراء انتخابات ويريدون رؤية القوات الأجنبية والمقاتلين الأجانب يغادرون بلادهم.
وأوضح نورلاند في حديثه لصحيفة “الجمهورية أون لاين”، ستواصل الولايات المتحدة دعم الليبيين وهم يسعون إلى تنفيذ رؤيتهم من خلال تقديم الخدمات الأساسية والانتخابات ورحيل القوات الأجنبية.
وعن الدور المصري في الملف الليبي، أشار السفير الأمريكي، إلى أن الإدارة الأمريكية ممتنة للدور الذي لعبته مصر في العام الماضي في دفع العملية السياسية، ونقدر الشراكة التي طورناها في هذا الصدد، وأن ومصر لعبت دوراً بالغ الأهمية في دعم عملية السلام الليبية في العام الماضي، وأنا أتطلع إلى استمرار تلك المشاركة.
ووصف نورلاند، الوضع في ليبيا أنه هش، حيث لا يزال الآلاف من المقاتلين الأجانب في البلاد ويتعين اتخاذ قرارات حاسمة من أجل وضع الأساس الدستوري والتشريعات اللازمة لإجراء الانتخابات في ديسمبر وفقًا لخارطة طريق منتدى الحوار السياسي الليبي ورغبات الغالبية العظمى من الليبيين.
وأكد السفير الأمريكي، أن الولايات المتحدة ومصر لهما مصلحة مشتركة في دعم حل سياسي وليس عسكريً في ليبيا من أجل الاستقرار الإقليمي والأمن والنمو الاقتصادي. وكما رأينا تقدمًا في منتدى الحوار السياسي الليبي وتشكيل حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة، فإن مصر أعربت – مثل الولايات المتحدة – عن دعمها لهذه العملية وخاصة الانتخابات المقرر إجراؤها في 24 ديسمبر. والولايات المتحدة ومصر أيضًا يشاركان رئاسة مجموعة العمل الاقتصادية في إطار عملية برلين وقد تمكنا من العمل معًا عن كثب في هذا المنتدى لمحاولة توحيد المؤسسات الاقتصادية الليبية وتعزيز البعد الاقتصادي لعملية السلام.
التدخل الأجنبي في ليبيا:
وجدّد السفير الأمريكي لدى ليبيا، بأنه يجب على جميع القوات الأجنبية والمقاتلين الأجانب مغادرة ليبيا. لقد أوضحنا في الأمم المتحدة أن القوات التركية، والقوات الروسية المسماة فاغنر، بالإضافة إلى المقاتلين السوريين والتشاديين والسودانيين وغيرهم من المقاتلين على جانبي الصراع ، بحاجة إلى مغادرة البلاد، مؤكدا بضرورة احترام حظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة.
ورأى نورنلاد، أن رحيل القوات الأجنبية خطوة أساسية لليبيين لاستعادة سيادتهم. لا نتوهم أن هذا سيكون سهلاً ، لكننا نستكشف مع شركائنا طرقًا يمكن أن تؤدي إلى اتخاذ خطوات تدريجية ومتبادلة لرحيل هذه القوات.
وأعلن نورلاند رفض بلاده، استخدام القوات الأجنبية كذريعة لتأخير الانتخابات، على العكس، فإن الحكومة الليبية الممكنة وذات السيادة ستقوم بعد الانتخابات في ديسمبر بتعزيز صوت الشعب الليبي الذي يسعى إلى رحيل هذه القوات، وتمكن ليبيا من اختيار مجموعة من شركاء التعاون الأمني للمستقبل الذين يمكنهم مساعدة ليبيا وتلبية متطلبات الأمن القومي بطريقة تعزز الاستقرار الإقليمي بدلاً من تقويضه.
القاهرة والملف الليبي:
وعن زيارته إلى القاهرة، وصفها السفير الأمريكي لدى ليبيا، بأنها فرصة هامة لتعميق الحوار الدبلوماسي مع مصر لتدعيم العملية السياسية الليبية، لا سيما مع انعقاد الاجتماع القادم لمنتدى الحوار السياسي الليبي الأسبوع المقبل لوضع الأساس لانتخابات ديسمبر، والتخطيط لعقد اجتماع وزاري في برلين الشهر المقبل.
وأوضح نورلاند، بقوله: إن تعدد مهامي بصفتي مبعوثًا خاصًا والزيارة التي قمت بها إلى طرابلس الأسبوع الماضي مع القائم بأعمال مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى جوي هود، هي إشارة إلى أن الولايات المتحدة ترغب في لعب دور أكثر نشاطًا في دعم العملية السياسية، بتيسير من المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة يان كوبيس.
وختم السفير الأمريكي لدى ليبيا، حديثه لصحيفة “الجمهورية أون لاين”، تعتبر المشاورات مع مصر أحد الأبعاد الرئيسية لذلك؛ وإنني أقدر الاجتماعات التي عُقدت مع مجموعة من كبار المسؤولين المصريين وكذلك مع ممثل جامعة الدول العربية.