نورلاند: الحكومة ملزمةٌ بتمهيد الطريق نحو الانتخابات رغم “سحب الثقة”
قال المبعوث الأمريكي إلى ليبيا ريتشارد نورلاند، إنَّ ليبيا لديها حكومةٌ مؤقتةٌ واحدةٌ، تتمثّل مهمتها الأساسية في تمهيد الطريق نحو انتخابات 24 ديسمبر، وقرار “سحب الثقة” لن يغيّر ذلك، مبيّنًا أن رئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة، ملتزمٌ بتنفيذ تلك الواجبات، مستبعدًا تكليف حكومة جديدة بدلاً من “الوحدة الوطنية”.
وأكد “نورلاند”، في مقابلة مع جريدة “الشرق الأوسط” اللندنية؛ ما وصفهُ بوعي السياسيين الليبيين بأهمية إجراء الانتخابات، الذي يعدُّ السبيل الوحيد لتأمين الشرعية ودفع البلاد إلى الأمام، لافتًا إلى أنه على ثقة في وجود تشريع قانوني قريبًا لتنظيم الانتخابات بشقيها الرئاسي والبرلماني؛ حتى يتنسى لمفوضية الانتخابات، الإعلان رسميًا عن انطلاق العملية الانتخابية.
وأعلن مبعوث واشنطن، موقف بلاده الراهن، المتمثّل في مساعدة الليبيين على إجراء انتخابات نزيهة تحظى نتائجها بقبول واسع، إلى جانب المساعدة في جهود خروج القوات الأجنبية كافة من ليبيا، الروسية والتركية، على حدٍّ سواء.
ونفى السفير الأمريكي، بشكل مطلق، أن يكون لواشنطن، رهانٌ على مرشح في الانتخابات الرئاسية ستتجّه لدعمه، مؤكدًا حق الليبيين بمفردهم في اختيار من يقود البلاد، بعيدًا عن أي تدخلات خارجية.
وحول سؤال يتعلق بالطرح الأمريكي لإجراء الانتخابات على مرحلتيْن؛ أجاب “نورلاند”: “الليبيون وحدهم هم من يملكون تقرير مستقبلهم السياسي وكيفية الوصول إليه، سواءً كانت جولةٍ واحدةٍ أو اثنتين، أمريكا حاولت، في إطار دعمها للعملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة؛ تسليط الضوء على بعض الاقتراحات والحلول المفيدة.
وأجاب “نورلاند”، بتحفظٍ شديدٍ، عن تساؤل حول تصريحات تركيا المتكررة برفض خروج قواتها من ليبيا، قائلاً: إنَّ رحيل المقاتلين والمرتزقة والقوات الأجنبية هدفٌ يتقاسمه معظم الليبيين، وهو بندٌ متضمنٌ بالاتفاقيات والمؤتمرات الدولية حول ليبيا وفي إقرارات دولية، يأتي في مقدمتها قرار مجلس الأمن رقم 2570.
وأرجع، المبعوث الأمريكي، وجود القوات العسكرية الأجنبية في ليبيا، إلى أسباب عدة، مضيفًا أن هدف واشنطن، كما كرره وزير الخارجية أنتوني بلينكن؛ يتبلور في تأمين الرحيل الكامل لجميع هذه العناصر العسكرية، في أقرب وقت ممكن؛ حتى تتمكن ليبيا ذات السيادة من اتخاذ قراراتها الخاصة فيما يتعلق بعقد أي تحالف أمني أو عسكري.
وأعرب “نورلاند”، عن تطلع الولايات المتحدة، للحفاظ على التعاون عبر حكومة ليبية دائمة وموحدة بعد انتخابات ديسمبر، مشددًا على أهمية أن تتشكّل حكومة ليبية قوية وقادرة على فرض السيطرة الكاملة على حدودها، وأن تتكفل بتوفير النمو الاقتصادي والاستقرار السياسي المطلوب، لمنع الأنشطة الإرهابية والمتطرفة من التجذّر.
واختتم تصريحاته، بدعوة الليبيين إلى اختيار من سيقودهم، والنظر إلى الفلسفات السياسية التي يرغبون في تأييدها، مستدركًا أن معظم الليبيين يبحثون عن حياةٍ طبيعيةٍ، دون حرب أهلية واضطرابات سياسية والاصطفاف في طوابير طويلة، ودون ارتفاع في معدلات الإصابة بفيروس “كورونا”، معتبرًا ذلك معركةً حقيقيةً ستدور حولها الانتخابات المرتقبة، التي ستدعمها الولايات المتحدة.