نهاية وشيكة لداعش .. ولكن
قريباً يختفي التنظيم -عسكرياً وميدانياً- فماذا عن الفكرة؟
تقرير|218
جدل واسع في الأوساط الدولية السياسية والإعلامية يثار هذه الأيام حول مصير عشرات الآلاف من مقاتلي داعش الإرهابيين الأجانب وعائلاتهم فبعد الانتصارات المهمة لقوات سوريا الديموقراطية وفي وقت سابق تحرير الموصل بدحر داعش في العراق -والمطالبة المثيرة للجدل عند الكثير من الدول خاصة الأوروبية للرئيس الأميركي دونالد ترامب برجوع تلك العناصر إلى بلدانها التي جاءوا منها-تصل التقارير الصحفية ومن مراكز الأبحاث مؤداها: صعوبة إن لم يكن استحالة إرجاع الإرهابيين إلى أوروبا تحديداً ودمجهم في مجتمعاتهم أكانوا من أصلاء أوروبا أو من مزدوجي الجنسية .
أم يوسف مثالاً
تقول التونسية الفرنسية أم يوسف الخارجة من آخر معاقل تنظيم داعش الإرهابي في “قرية الباغوز” شرقي محافظة دير الزور في سوريا- بإنها لم تفقد الأمل بعد في ماتسميه بالدولة الإسلامية، وتؤكد واثقة:” لا يزال هناك 400 متر مربع، لم تنته الدولة حتى الآن!”.
وتنقل وكالة الصحافة الفرنسية “أ ف ب” التي التقت بأم يوسف – عند نقاط تنظيم الوافدين لفرز المدنيين عن مقاتلي داعش – حجم تعقيد مسألة عودة عناصر ومقاتلي داعش إلى بلدانهم في أوروبا ودمجهم في المجتمع وتقدم الوكالة “أم يوسف” كنموذج لحالات مماثلة لازلت تصر على تبني الفكر الإرهابي.
تقول الشابة الفرنسية من أصل تونسي إن أكثر ما دعاها للهجرة إلى أرض الشام هو رغبتها في ارتداء النقاب، لصعوبة ذلك في فرنسا وفي تونس أيضاً .
بدت أم يوسف – “21عاماً – في وسط صحراء دير الزور السورية وكأنها تبحث عن الصحافيين لتبوح بما عندها وحين اللقاء معهم أكدت بأنها تؤمن بدولتها ولو “صغيرة” حسب وصفها، أما الجنسية الفرنسية، فلا تريدها ولا تعترف بها، فعن جنسيتها الفرنسية قالت إنها تحملها من والدها التونسي الذي عاش 10 سنوات في فرنسا، وإنها أمضت بضع سنوات من طفولتها في كندا مع والدتها قبل أن تعود إلى تونس وتلتحق بمدرسة فرنسية.
وتواصل الوكالة سردها عن أم يوسف : “على مقربة منها ، سيطر التعب على المجموعات بعد رحلة طويلة وإرهاق أسابيع تحت الحصار وسط نقص حاد في الغذاء، على النازحين الجدد، وارتفع صراخ الأطفال وبكاؤهم، أما أم يوسف فبدت مرتاحة وهي تتحدث بطلاقة، تارة بالعربية وأحياناً بالإنجليزية ولا يرد اسم هذه الشابة في القوائم الفرنسية الخاصة بأسماء الجهاديين في سوريا، على العكس من تونس فهي معروفة لدى أجهزتها الأمنية ومسجلة خطرة.. وتزوجت أم يوسف مرتين أول مرة من مقاتل داعشي مغربي قتل في أحد المعارك ثم من سوري داعشي من اللاذقية ولديها أبناء .
جنسيات أخرى
كما رصدت فرانس برس في شرق سوريا عددا آخر من النساء الأجنبيات من عائلات مقاتلي داعش بعد خروجهن من آخر معاقل التنظيم الإرهابي، من جنسيات أخرى، من روسيا و أوزباكستان و كازخستان و تركيا .. وأصرت بعض النسوة على عكس الفرنسية أم يوسف على رغبتهن في العودة إلى بلدانهن، فيما عبّرت أخريات عن الحزن على مصير “دولة الخلافة” -حسب وصفهن .
وتتخوف الكثير من النسوة من تسليمهن لسلطات بلدانهن ووضعهن في السجون وقد سمعن أيضاً عن تقارير مؤداها أن الأبناء يؤخذون من أهاليهم بعد عودتهم الى بلادهم .
ومن جهتها دول الاتحاد الأوروبي كفرنسا وألمانيا وبريطانيا ترفض عودة عناصر داعش من الرجال والنساء والأطفال على حد سواء لعّدة أسباب في مقدّمتها التخوف من جعل سوريا مصدراً لتصدير هذه العناصر يهدد أمن القارة الأوروبية وشبهت بعض الأوساط سوريا بــ “سجن غوانتانمو جديد” .
الخلاصة
الجميع يعرف أن قطع شأفة الإرهاب لن تتأتى بين يوم وليلة ومن الممكن جداً اتحاد كل الجهود العالمية لدحر الإرهاب عسكرياً وميدانياً لكن الجذور لن يتم اجتثاثها إلا بتدابير أوسع فكرية وتنموية وخطوات بعيدة المدى فالكثيرين من فلول التنظيمات الإرهابية سواء داعش أو قبلها القاعدة ممن أفلتوا من قبضة العالم تراودهم أوهام الخلافة واستخدام العنف وإراقة الدماء بإرعاب العالم لمجرد فرض فكرة .