نكتة في جو مأساوي
إدريس الطيب
لو استفتينا الليبيين جميعا إن كانوا يرغبون في مغادرة كل الأجسام السياسية الموجودة في المشهد وبأسرع ما يمكن لكانت النتيجة مؤكدة ولما وجدنا أحدا يريد بقاءهم وهذه رغبة مفهومة من المواطن العادي الذي لا يحتاج إلى أكثر من إبداء هذه الرغبة.
لكن السياسيين والمحللين والناشطين والنواب البرلمانيين ملزمين بتقديم تصور يشمل البدائل المؤقتة للأجسام التي يريدون طردها بما فيها طريقة ملء الفراغ في المرحلة القادمة وهي الانتخابات ومن سينظمها.
أما النكتة الأكثر إضحاكا في هذا الجو المأساوي فهي بيان النواب الذي يطالبون فيه باستقالة الحكومة والمجلس الرئاسي دون تفكير في صالح من ستكون هذه الخطوة وهل ستساهم في حل مشكلة الاشتباكات أم أنها فقط ستكون إضافة مشكلة أخرى وهي وجود الدولة دون الحكومة المعترف بها دوليا.
ليبيا عاشت أكثر من أربعة عقود بدون برلمان لكنها لم تصبح دولة فاشلة، كانت دولة دكتاتورية لكنها لا تستطيع أن تبقى شهرا واحدا بدون حكومة ولهذا ركز الحوار السياسي على تشكيل حكومة موحدة لكنه لم يستطع حمايتها من حماقات وجهل مجلس النواب الذي لا يريد أن يعترف الآن أن معظم المشاكل كانت بسبب سوء تعامل المجلس مع الاتفاق السياسي والحكومة المنبثقة عنه فلو أعطى البرلمان الثقة للحكومة لكان بالإمكان مطالبتها بالبدء في تنفيذ الترتيبات الأمنية ولكانت طرابلس اليوم خالية أو تكاد من المجموعات المسلحة.
لكن كل هذا من الماضي، المهم اليوم ماذا نستطيع أن نفعل لحماية المدنيين في طرابلس من حماقات ومغامرات المجانين من حاملي السلاح الذين يعلنون أنهم يريدون تطهير طرابلس من المجموعات المسلحة ودواعش المال العام دون أن يبدأوا بتطيير نواياهم التي يحركها الجشع والطمع والرغبة في النهب أو على الأقل المشاركة فيه للحصول على نصيب فلا تغرنكم الخطابات الرنانة حول حماية طرابلس وتطهيرها فهي ليست إلا ستارا يخفي تحته الرغبات المجرمة في المشاركة في الفساد أو الاستحواذ على الكعكة كاملة إن أمكن.
المصدر: صفحة الكاتب بموقع فيسبوك