حلم ليبي جديد.. “فردة خبزة”
وصل زحف وحش الغلاء إلى عمود البيت الليبي، وأساس مطبخه، بعد أن سجلت أسعار رغيف الخبز أرقاماً غير مسبوقة، وسط ارتفاع ملحوظ في أسعار مكوناتها الرئيسية، أولها الدقيق الذي بلغ سعر قنطاره 180 ديناراً، بينما واصلت علبة الزيت ارتفاعها لتلامس سقف الـ10 دنانير، لتُطلَق بذلك صفارات إنذار لأزمة معيشية من نوع آخر.
وجاءت عبارات الشكوى التي نُشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي لتعكس مخاوف المواطنين الذين تذمروا من جهة، وتساءلوا من الأخرى، حول أسباب انتقال عدوى الطوابير إلى المخابز، المُغذي الأساسي و”شريان” المطبخ الليبي.
ملايين توريد السلع تبخرت؟
لعل أول التخمينات التي ستمر على ذهن المواطن، هي مصير ملايين الدولارات التي قال المجلس الرئاسي أنه خصصها لتوريد قائمة من السلع الأساسية على رأسها الزيت والدقيق.
وتضمن قرار الرئاسي توريد شحنات قمح لصناعة الدقيق بقيمة 150 مليون دولار، بالإضافة إلى صرف 70 مليون دولار لتوريد سلعة زيت الذرة.
شظايا الصراعات تُصيب خبز المواطن
من جانبه، اشتكى صندوق موازنة الأسعار من عدم استلام مخصصاته المالية من الميزانية العامة لعام 2018، من المصرف المركزي، لتُكشر مخالب السوق السوداء عن أنيابها، وتطرح السلع الأساسية بأسعار أهلكت التجار والمُواطنين.
ويشار إلى أن نحو 4 ملايين مواطن مُسجلين بقوائم الصندوق.
جيب المواطن وثُقب السوق السوداء
وعلى الرغم من أن المخابر في ليبيا كغيرها من التجارات والأعمال التي وقعت ضحية “الصراع والسوق الموازي” كانت تسيّر عملها “مُجبرة” عن طريق السلع الباهظة التي تشتريها من السوق السوداء؛ فالارتفاع “الفاحش” الأخير في أسعار الزيت والدقيق يشير إلى أن هذه الأسواق أصبحت تُشكل خطراً على جيب المواطن لا يُمكن السكوت عنه.