نظرة أمريكية لـ”حفتر وسيف الإسلام”
أكد الدبلوماسي السابق وأستاذ العلاقات الدولية في جامعة جورج واشنطن، وليام لورنس، أن الاتفاق السياسي الليبي كان “معيبا لأنه لم يشمل حفتر.. وهذا سبّب أغلب المشاكل التي واجهناها فيه”، مبينا أن المبعوث الأممي غسان سلامة قام بأمور جيدة لهذه الغاية منذ البداية والتي لم يقم بها أي من سابقيه.
وقال لورنس في لقاء مع برنامج ” USL” على قناة “218 نيوز”، إن “المشكلة في ليبيا الآن هي قضية السلطة.. مؤسسة سلطة قائمة في الغرب وهناك سلطة ثانية في الغرب، وثالثة في الشرق، وكلها تدعي الشرعية، وأي منها غير مقبول من قبل الأطراف الأخرى.
ورأى لورنس أن النخب السياسية في ليبيا قد تملك مهارات مناسبة للبرلمانات وخوض نقاشات مطولة حول قضايا مختلفة، ولكنها لا تكفي لحل مشاكل ليبيا، فالبلاد لا يسيّرها السراج بل مجلسٌ رئاسي وستحتاج إلى رئيس انتقالي قبل اعتماد الدستور.
وأشار إلى أن سيف الإسلام كان أفضل حليف للأميركيين في عائلة القذافي، وكان يجب أن ينشقّ عن أبيه ويسير في طريق مختلف، وعندها كان يمكن إنقاذ أرواح آلاف الليبيين ووقف الصراع.
ونوه إلى أن القذافي اعتاد على إساءة معاملة النساء، وهذا معروف عن عائلة القذافي.. “هناك سلوك سيء كثيرا في تلك العائلة”.
وعن الدور السلبي للكتائب المسلحة في ليبيا، أكد وليام لورنس أنها قامت بأشياء كثيرة تشمل خلق مصادر تمويل، وسيطرت على المطارات والموانئ والمنافذ الحدودية، وأوجدت مصادر دخل، وذلك أصبح الوقت متأخرا لنشر قوة سلام.
وذكر أنه لطالما سمحتَ الفرصة للكتائب بالسيطرة على الأمور، ستزداد الإغراءات للقيام بكافة أنواع التهريب، الغذاء، والأدوية، وبضائع السوق السوداء إلى تهريب البشر، وعرج على ذكر أن قانون العزل السياسي “السيء” الذي أقره المؤتمر الوطني تحت تهديد سلاح الكتائب في 2013.
وبشأن القصف الأميركي الذي يستهدف التنظيمات الإرهابية في ليبيا، أوضح لورنس أن أميركا ترفع من وتيرة قصفها في ليبيا واستخدام “الدرونس” بينما هي للأسف تقلل من مهمتها في البحث عن حل سياسي، موضحا أن الفوضى السياسية لا تتطلب تدخلا عسكريا لأنك دائما تحتاج إلى حلول سياسية في النهاية، كما أنه لا يوجد حاليا جهدٌ كبير مبذول لحل الأزمة الليبية.
وعن نظرة الليبيين لأمريكا، قال لورنس إن أغلبهم لا يعتقدون أن الولايات المتحدة محايدة في الأزمة الليبية، وهم مخطئون في ذلك وكان من الضروري أن نلتقي بكل الأطراف.
ورأى الدبلوماسي الأمريكي السابق، أن إيطاليا لا يجب أن تكون مسؤولة عن مستقبل ليبيا، ولا يجب أن تكون أوروبا مسؤولة كذلك، مشيرا إلى ان فرنسا غيرت سياستها تجاه ليبيا مع مجيء ماكرون.. ولهذا علاقة بالتقارب بين ماكرون والسيسي، لكن في النهاية فإن رؤية الخمسة الكبار في مجلس الأمن أكثر أهمية من أي دولة أخرى.
وانتقد لورنس الأمم المتحدة وقال إنها منظمة “مليئة بالعيوب. إنها عبارة عن نادٍ”.. ومع ذلك فهي أفضل ما لدينا ولا توجد آلية أفضل.