نظام صدام “لم يتطور” بعد “السقوط”.. القذافي كذلك
218TV| خاص
تصادف اليوم الاثنين الذكرى الخامسة عشر لسقوط نظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين على يد تحالف دولي قرر في العام 2003 إنهاء نظامه السياسي ب”القوة العسكرية” بعد أن أذاق الشعب العراقي لعقود طويلة “الويل والقسوة والاضطهاد والمرارة”، إذ تلقى العراقيون خبر دخول القوات الأميركية إلى العاصمة العراقية ب”ابتهاج كبير”، مقرون ب”فوضى أكثر” اجتاحت العاصمة العراقية بغداد، لكن حتى اللحظة وبعد سقوط نظام صدام حسين إلا أن المشهد العراقي لا يزال شديد “التعقيد والالتباس”، فرغم بناء مؤسسات للدولة وإجراء انتخابات إلا أن “غياب الاستقرار” لا يزال “السمة الأبرز” للعراق اليوم.
أنظمة الطغاة حول العالم –كما تقول دفاتر التاريخ- تريد أن تحكم مدى الحياة، أو تريد أن تقول للشعوب إن بديلا مُرّا يعقبها، فعشرات الآلاف من عناصر عسكرية عملت تحت إمرة نظام صدام حسين جرى توزيعها على مجموعات مسلحة لإثارة الفوضى وتعطيل إرادة العراقيين، إذ أن مليشيات عدة تعمل في المدن العراقية حاليا يجري تمويلها من أنصار النظام السابق في محاولة لتعطيل “إرادة العراقيين”، وإجبارهم على فكرة “الندم” على الابتهاج بإسقاط نظام صدام حسين.
أسوة بما حصل في العراق يجري دفع الليبيين إلى “الكُفْر” ب”ثورة فبراير” التي أسقطت نظام العقيد، إذ يجري إشاعة جو من “الندم المصطنع” بين الليبيين على إسقاط القذافي، وأن بديله هو “الفوضى وغياب الاستقرار” ، وانتشار السلاح والمفخخات، فوسائل إعلام محسوبة على نظام صدام حسين لا تزال تمارس التضليل على العراقيين وتُذكّرهم بأن “الأمن المفقود” فُقِد مع النظام، وهو ما يفعله تمام “إعلام الجماهيرية” الذي يمارس التضليل مباشرة، أو ذلك “الإعلام الموالي” الذي يدس “السم في العسل”، بحثا عن ثقب لإعادة نظام العقيد.
في الذكرى ال15 لإسقاط صدام لم يبتدع من بقي من قادته أي مراجعة للخطاب السياسي أو الإعلامي، ولم تصدر أي رغبة ب”المصالحة الوطنية”، فالرجل الثاني في نظام صدام حسين عزت الدوري -الذي لا يزال متوارياً عن الأنظار- ظهر أمس مُقلّدا لطريقة صدام حسين في إلقاء الخطاب، ومقتفياً أثر مصطلحاته، وتراكيبه اللغوية، متناسيا أن العراقيين قد طووا صفحة صدام حسين برغم كل لاقوه من ويلات حتى الآن.