نظام تشغيل Windows 11 بين الحداثة والتقليد
مايكروسوفت هي سيدة القضية عندما يأتي الأمر لأنظمة التشغيل المناسبة للحواسيب على مستوى العالم. عندما نأتي على ذكر نظام تشغيل Windows تأتي ألعاب الفيديو في الأذهان مباشرة، مصحوبة بالعمل المكتبي الممتاز والسلاسة في الاستخدام حتى مع الأجهزة الضعيفة جدًا.
استطاعت الشركة أن تتخطى حدود التقنية بالعديد من البرمجيات الثورية في عالم الحواسيب، وجعلت حياة الملايين بجميع أنحاء الكوكب؛ أفضل بكثير. وها نحن ذا في موعد مع نظام تشغيل Windows 11 المنتظر منذ سنين طويلة؛ بالرغم من تأكيد الشركة سابقًا على كون Windows 10 هو الأخير في السلسلة، وما سيأتي بعده هو تحديثات ليس إلا.
خلال السطور التالية سنسلط الضوء على مزايا نظام التشغيل الجديد من مايكروسوفت، وكيف له أن اختلف بشدة عن نظام التشغيل السابق، وما الذي سنخسره معه في مقابل العديد من الجوانب الإيجابية.
ماذا يخبئ لنا Windows 11 الجديد من مايكروسوفت؟
هناك الكثير من الخواص تم تقديمها في نظام التشغيل الجديد، بعضها مثير للانتباه بعض الشيء، والبعض الآخر ربما مزعج أو غير مفيد بالمرة، لكن المتفق عليه هو أن الشكل العام للتصميم الجديد تم اقتباسه من أنظمة تشغيل أبل لأجهزة Mac بشكلٍ عام.
التصميم الجديد
أتت لغة التصميم الجديد لنظام تشغيل ويندوز بشكلٍ مميز هذه المرة، حيث تم الاعتماد على تسطيح كل شيء تمامًا، مع الحرص على عدم الاهتمام إطلاقًا بتنعيم الحواف، فقط تم الحفاظ على هيئة مربعة الشكل في مختلف النوافذ والتصميمات الداخلية. حتى الانتقالات بين النوافذ والحركات السلسلة كلها تعتمد على إنزال ورفع كل ما هو معروض بنفس الشكل، دون تنعيم الحواف حتى. ظهرت لغة تصميم Windows 11 بشدة أيضًا في الأيقونات الجديدة، والتي يكون معظمها نسخة من نظام التشغيل السابق، لكن مع البعد عن الزوايا المنفرجة للأيقونات، فالتسطيح هو المسيطر هنا.
برمجيات جديدة مدمجة
يُقدم Windows 11 توليفة من البرمجيات التي تعمل على تحسين تجربة استخدام نظام التشغيل بشكلٍ عام، خصوصًا تلك البرمجيات المرتبطة بحياة جميع المستخدمين خلال عام 2020، وبالتحديد في فترة العمل عن بُعد بسبب فيروس كورونا.
أهم ما تم دمجه في النظام الجديد هو Microsoft Teams. اشتهر البرنامج خلال العام الماضي بشدة، وهذا بالرغم من المنافسة الشديدة أمام برمجيات أخرى مثل Zoom و Slack. لكن يبدو أن مايكروسوفت تخطط ليكون نظامها شاملًا لكل ما قد يحتاجه المستخدم في الفترة القادمة، وبالتبعية تقليل نسبة الدخول على المتجر للتحميل. وبالطبع في المقابل تم نزع برمجيات كثيرة منافسة لتلك الخاصة بالشركة، مثل Skype وأقرانه.
تقييد حركة شريط المهام
بالرغم من حداثة كل شيء في Windows 11 تقريبًا، إلا أنه يفتقر لبعض المميزات التخصيصية التي تميز بها نظام التشغيل السابق، وبل أنظمة عديدة قبله أيضًا.
إحدى الخواص التخصيصية المنزوعة من الويندوز الجديد هي خاصية تحريك شريط المهام ولصقه في أي جانب من الشاشة، وأيضًا العمل على صنع خانات صغيرة بداخله لوضع برمجيات بعينها يتعامل معها المستخدم سريعًا. الآن أصبح من الإجباري مكوث شريط المهام بالأسفل، مع منع أي مساحة تخصيصات ممكنة.
هل تقلد مايكروسوفت أبل في هذا الأمر يا ترى؟
الإجبار على تسجيل الدخول
مايكروسوفت لديها اتجاه عام هذه الأيام لدفع كل ما تقدمه الشركة للمستخدم بشكلٍ أو بآخر، ولا توجد فرصة أفضل من Windows 11 لفعل ذلك.
في نظام التشغيل الجديد سيكون من الإجباري توصيل الجهاز على الإنترنت أثناء عملية التنصيب، حيث إنه يجب تسجيل الدخول بحساب Hotmail/Outlook من أجل الاستمرار في باقي خطوات التنصيب. الجدير بالذكر أن هذا لم يكن إجباريًّا في الأنظمة السابقة، لكن بالتأكيد بمجرد تسجيل الدخول وإكمال العملية، سيكون من السهل عمل حساب محلي على الجهاز، وتسجيل الخروج من حساب مايكروسوفت تمامًا؛ وهذا يفيد إذا كان الجهاز عائليًّا ومستخدمًا من قِبل أكثر من فرد.
نظام Windows 11 الجديد يحتاج إلى خاصية Secure Boot
على عكس أنظمة التشغيل السابقة، فإن نظام تشغيل Windows 11 الجديد يحتاج إلى تفعيل خاصية الإقلاع الآمن – Secure Boot في اللوحة الأم، وهذا عبر الذهاب إلى لوحة إعدادات الـ Bios عند بدء تشغيل الجهاز عبر الضغط على F12 أو DEL على لوحة المفاتيح.
لكن هناك توجد مشكلة، ليست كل المعالجات قادرة على التعامل مع هذا الأمر، وبالتالي إذا لم يكن معالجك مدعومًا وقمت بفتح الإقلاع الآمن من اللوحة الأم، لن يفتح الجهاز أبدًا بعد ذلك، وستحتاج إلى إعادة ضبط الـ CMOS إلى إعدادات المصنع عن طريق الـ Jumper الموجود في اللوحة، أو عن طريق نزع البطارية الدائرية تمامًا.
وهذا قمنا به بأنفسنا في 218TV وكانت التجربة على جهاز بمعالج i5-6500 ولم يفلح الأمر، نظرًا لكون الأجيال المتوافقة مع الإقلاع الآمن من الثامن وحتى الأحدث، لكن في سلسلة Coffee Lake فقط. استطاع البعض على الإنترنت تحقيق تلك المعادلة الصعبة، لكن الأمر يفشل بنسبة كبيرة على كل حال.
عودة الأخبار والويدجات
قررت مايكروسوفت إدراج قوائم الأخبار العالمية في واجهة Windows 11 الجديد، في دلالة على كونها تسعى بكل الطرق لتقديم كل ما هو مطلوب من قِبل المستخدم، ووضعه أمامه مباشرة.
مجيء الأخبار بشكلٍ مباشر اقترن بعودة الويدجات مرة أخرى إلى عالم أنظمة تشغيل ويندوز، حيث كانت آخر تجربة ويدجات ملموسة في Windows Vista، وعلى استحياء شديد في Windows 7، ومن بعدها لم تكن محورية أبدًا في أي نظام تشغيل.
بالإمكان تخصيص الويدجات بالكامل حسب البرمجيات المرتبطة بها، وكلهم يمكن سحبهم من جانب الشاشة إذا كان النظام منصبًا على جهاز لوحي، أو بالتنقل السلس حسب الواجهة الجديدة إذا كان منصبًا على حاسوب تقليدي.
تطبيقات أندرويد!
تعاون مايكروسوفت واضح هذه المرة مع جوجل عن طريق أمازون، حيث تم الإعلان رسميًّا عن إمكانية تشغيل معظم تطبيقات الأندرويد بشكلٍ مباشر في Windows 11 دون الحاجة إلى محاكيات مثل Gameloop و Blue Stacks.
لكن الجانب السلبي الوحيد هو إدراج متجر تطبيقات أمازون من أجل هذا الأمر، عوضًا عن متجر جوجل الرسمي. أجل بالطبع أندرويد ملك لجوجل، ولا يهم المتجر المقدم للتطبيقات، لكن يبدو أن مايكروسوفت تخطط للاستقلالية بعض الشيء عن جوجل في الفترة القادمة.
مجانية التحديث
سيأتي Windows 11 مجانًا لكل مُلَّاك نظام التشغيل السابق دون دفع دولار واحد حتى، وهذا على عكس شراء النسخة الجديدة بسعرٍ مرتفع إذا كان المستخدم يتعامل مع ويندوز لأول مرة، أو أنها المرة الأولى التي يشتري فيها نظام تشغيل من مايكروسوفت بشكلٍ عام.
هذه لمسة رائعة من الشركة فعلًا، وستشجع الملايين على ترك نظام التشغيل 10 والانتقال إلى 11 بمجرد صدوره.